الزلزال: ملائكة وشياطين!

المساء اليوم – هيأة التحرير:

منذ سنوات طويلة، وربما عقود، لم يشهد المغرب كل هذا السيل من المساعدات وهذا الإحساس بالتضامن وهذا الشعور بالوحدة الإنسانية والوطنية من السعيدية إلى الكويرة، فقد كان زلزال الحوز، ليس اختبارا لنا فحسب، بل حافزا لكي تطفو إلى السطح تلك المشاعر الإنسانية النبيلة والأخوة العميقة في الوطن.

ولو أن الوقت استمر بهؤلاء المتطوعين لأفرغوا كل أسواق المدن المغربية من الأغذية وبعثوا بها إلى مناطق الزلزال، إلى درجة أن المساعدات من المواد الغذائية فاضت عن الحاجة، وهذا نادرا ما يحدث في المناطق المنكوبة، لكنه حدث في المغرب.

الناس يحتاجون اليوم إلى مساكن حيث بدأت الأمطار تنذر بالهطول بدرجات استثنائية، مثلما حدث في وجدة وميدلت مؤخرا، وربما يكون موسم الأمطار والثلوج مختلفا هذا العام، لذا فإن المتضررين لا يطلبون اليوم سوى مساكن تقيهم البرد والمطر.

في ظل هذا الوضع الاستثنائي من التضامن والمشاعر الأخوية، ظهر شياطين الإنس من الانتهازيين وتجار البشر والبيدوفيليين والمكبوتين وهم يعلنون صراحة عن نواياهم الشريرة باستغلال الوضع لتحويل ضحايا الزلزال إلى غنائم.

على صفحات الفيسبوك لم يخف هؤلاء الشياطين نواياهم في استغلال الطفلات والشابات اليتيمات والنساء الأرامل إلى زوجات متعة، أو بالأحرى زوجات بالفاتحة، ولو يتورع بيديفيليون خطيرون في تصوير أنفسهم وهم يتحرشون جنسيا باليتامى، في مشاهد يخجل منها الشيطان نفسه.

هذا الزلزال المدمر أظهر الكثير من الملائكة، ولكن أيضا الكثير من الشياطين، ومن حسن الحظ أن الأمن ألقى القبض على أول متحرش، لكن لا يزال هناك الكثير جدا مما يمكن عمله، خصوصا من بعض مدعي التدين الذين دعوا صراحة إلى اغتنام الفرصة لاقتناص الضحايا كما لو أنهم يطاردون فرائس تائهة.

هناك مشهد آخر مقزز، وهو تلك النسوة التافهات من أبناء ما يسمى المجتمع المخملي، اللواتي سارعن إلى ركوب سياراتهن الفارهة والتوجه إلى مناطق الزلزال، ليس من أجل تقديم المساعدة، بل من أجل البحث عن طفلات يتيمات لجعلهن خادمات بيوت، خادمات بلا أب ولا أم ولا عم ولا خال، أي خادمات وجواري يشبهن عبيد القرون الوسطى.

إنه إجرام حقيقي يتم ارتكابه في حق يتامى الزلزال، لأن هؤلاء ليسوا فقط أبناء الدولة، بل هم أبناء المغاربة شعبا ودولة، ويلزم أن تتدخل السلطات بأقصى درجة ممكنة من الصرامة، بل من القسوة، لإيقاف تجار العبيد عند حدهم ومحاكمتهم علنا وجعلهم عبرة لمن يعتبر.

مرة أخرى نقول للمغاربة الأحرار هنيئا لكم ببعضكم البعض، ونقول للشياطين وتجار العبيد وأغنياء الحرب إننا لن نصمت عما تقترفونه من جرائم في حق الوطن والإنسانية..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )