الطـاهـر بنجـلـون.. “كَـاري حنكُـو”

المساء اليوم:

لا أحد يعرف كيف يفكر الآن الكاتب الفرنسي المغربي، الطاهر بنجلون، بعد أن قصفت إسرائيل مستشفى المعمداني في غزة وقتلت 500 امرأة وطفل في ضربة واحدة، لكن من الأكيد أن بنجلون لن يصف المعتدين بالحيوانات والإرهابيين كما فعل من قبل مع المقاومة الفلسطينية ووصفها بأنها جماعة إرهابية وأن “الفلسطينيين حيوانات”.

لكن الذين يلومون بنجلون على تطرفه في التضامن مع الهمجية الإسرائيلية ربما لا يعرفون أن هذا الرجل لم يكن يوما ما صاحب موقف إنساني، كان في احسن الأحوال يقبض العصا من الوسط، وفي أسوئها يتضامن مع المعتدين سواء تعلق الأمر بإسرائل أو أمريكا أو فرنسا أو غيرعا. إنه شاعر البلاطات، ومستعد دائما للمديح أو الهجو حسب الطلب، وأحيانا لا يطلب منه أحد ذلك، فينطبق عليه وصف “كاري حنكو”.

لكن “الحنك” الذي يكريه الطاهر بنجلون أصبح “قزديرة” من فرط الكراء، والمثير أن ما يسمى الأعمال الأدبية لهذا الكاتب تشبه كثيرا “حنكه”، إنها أعمال بلا لون ولا طعم ولا رائحة، أعمال بلا موقف ولا رأي ولا أي شيء، ولولا ماما فرنسا لما خلفت أي صدى بين الناس، وحتى جائزة “الغونكور” التي حصل عليها بنجلون في وقت ما فقد كانت تدخل في إطار جبر الخواطر لا أقل ولا أكثر، وهذه الجائزة الفرنسية مخصصة فقط لكتاب من وراء البحار يكرون حنكهم أفضل مما يكتبون.

المصيبة أن بنجلون بلا موقف حتى في الأيام السعيدة، وعندما كان المنتخب المغربي يحقق الإنجازات المتوالية في مونديال قطر فقد كان بنجلون ينتظر حصول فرنسا على الكأس، وعندما التقى المنتخبان المغربي والفرنسي في نصف النهاية قال بنجلون: كلنا سنفوز في هذه المباراة..! وللتذكير فقط، فإن الفنان الكوميدي المغربي الفرنسي، جاد المالح، قال يومها بصوت غليظ وقوي: أنا مغربي.. وأريد فوز المغرب!

عموما فإن الإطالة في الحديث عن الطاهر بنجلون مضيعة للوقت والجهد، فهو رجل أراد أن يصنف نفسه ضمن “الأرجل السوداء pieds noirs” ولا يهمه أي شيء أكثر من أن ترضى عليه ماما فرنسا وتل أبيب..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )