المساء اليوم - هيأة التحرير: خرجت النقابات المنظمة للإضرابات في قطاع التعليم ببيان عنتري يقول إنه تم التجاوب مع الإضراب الوطني بنسبة تجاوزت 90%، وأضافت أن نسبة الإضراب في بعض المناطق وصلت 100%، وبهذه الطريقة دخلت النقابات مجال منافسة الزعماء العرب الذين يفوزون في "الانتخابات النزيهة" بنسبة 99.99%..! ويبدو أن هذه النقابات أخذتها العزة بالإثم فأضافت في بيانها الدونكيشوتي أن الإضراب في قطاع التعليم سيتواصل على مدى ثلاثة أيام، وهو ما يعني شللا تاما في المؤسسات التعليمية المغربية من السعيدية إلى الكويرة، وهو شلل عمر طويلا منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، حتى يبدو وكأن نساء ورجال التعليم "ما سخاوش بالعطلة الصيفية وباغين يطولوها شوية". والمثير أن هذا الإضراب، الذي يعتبر عارا في جبين هذه النقابات، جاء بعد صدور القانون الأساسي، لكن ما يهم هذه النقابات وتنسيقيتها هو محاولة فرض أنفسهم محاورين أقوياء للحكومة، حتى لو رموا بمستقبل ملايين التلاميذ المغاربة إلى الجحيم. هؤلاء الذين يخوضون هذه الإضرابات الأزلية يزعمون أنهم يدافعون عن حقوقهم، بينما هم يضربون حقا إنسانيا أساسيا وهو الاعتداء على حقوق التلاميذ، وكل ذلك مقابل حفنة من الدراهم، وليت هذه المطالب المادية كانت مرتبطة بمطالب بيداغوجية من أجل إصلاح حقيقي للتعليم الذي يتردى يوما بعد آخر. كان من الأجدى لهذه النقابات أن تستقوي على الحكومة بطرق مختلفة وليس على حساب التلاميذ المغاربة، الذين يجدون أنفسهم على عتبة الامتحانات الأولى بينما بالكاد بدؤوا دروسهم، لأن الذي "كاد أن يكون رسولا" باغي الزيادة.. لذلك لا مشكلة لديه في أن يحطم التعليم على رؤوس ملايين التلاميذ..! لا نعرف إن كانت هذه "التنسيقية" تنسق أصلا مع مخها لتعرف درجة الضرر الذي تسببت فيه لأبناء المغاربة، بل الضرر الذي تسببت فيه لنفسها ولصورة المعلم أو الأستاذ، ويكفي معاينة هذا السخط العارم للمجتمع المغربي على هذه الإضرابات الكارثية لمعرفة السمعة التي أصبح "يتمتع" بها رجل التعليم بالمغرب. للأسف فإن الرجولة هو كل ما ينقص هذه الإضرابات، فليس من الشهامة استخدام التلاميذ دروعا بشرية في حرب طاحنة من أجل حفنة من الدراهم...