فضيحة جديدة: الميناء المتوسطي يغرق في المال.. والسكان يغرقون في العطش

المساء اليوم – الفحص أنجرة:

بعد حوالي 20 عاما على افتتاحه، لا يزال السكان المجاورين لميناء طنجة المتوسط يغرقون في مشاكل بالجملة، آخرها معضلة العطش حيث لا يجد الناس ما يسدون به رمق عطشهم، بينما يغرق الميناء في المال وارتفاع حجم معاملاته التجارية بشكل كبير.

وفي الوقت الذي كان يعتقد أن هذا الميناء سيحمل إلى المنطقة مظاهر الازدهار والرفاهية، إلا أنه لم يحمل سوى المعاناة المستمرة، حيث يعاني السكان من مشاكل تبدو وكأنها مقصودة من أجل دفعهم إلى الرحيل عن المنطقة.

ومؤخرا، يعاني سكان المناطق المجاورة للميناء المتوسطي، خصوصا بقصر المجاز والدالية، من مشكلة العطش، وهو ما جعل السكان يخرجون في مظاهرات للاحتجاج على هذا التهميش الخطير قرب أكبر معلمة اقتصادية بالمغرب.

ولا يعتبر العطش، أو التعطيش، مشكلة حديثة، بل إن السكان يعانون من ذلك على فترات متقطعة منذ قرابة 20 عاما، وعوض أن يأتي الميناء بالخير العميم فإنه جاء بالعطش.

ولا يجد السكان أي مخاطب في هذا الموضوع، ويصفون المنتخبين بأنهم مجرد “كراكيز ورقية” يساهمون في استفحال الوضع، بل إن بعض المنتخبين سبق أن تورطوا في فضائح حقيقية ولا يزالون يمارسون مهام مرتبطة بالميناء المتوسطي.

وعوض أن يتم حل معضلة الماء بطرق مستدامة، فإن السكان يؤدون مبالغ كبيرة من أجل شراء خزانات الماء البلاستيكية، مع ما يشكله ذلك من إرهاق مالي كبير لميزانية الأسر البسيطة في المنطقة، كما يشكل ذلك مخاطر صحية كبيرة.

ويعتبر موضوع الماء مجرد مشكلة من بين عشرات المشاكل في المناطق المجاورة للميناء المتوسطي، وأهمها مشكلة الصحة، حيث تفتقر المنطقة لمستشفى، ويوجد فقط مستوصف صغير يظل مقفلا أغلب أيام الأسبوع، ويضطر السكان للرحيل حتى تطوان أو طنجة من أجل الاستشفاء، خصوصا مع ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض مستعصية بين السكان.

كما تفتقر المنطقة لمدارس ومرافق تربوية وترتفع نسبة الهدر المدرسي بشكل مخيف، بينما يستجلب الميناء أطرا وعمالا من مناطق بعيدة بحجة أن أبناء المناطق المجاورة لا يدرسون.

كما تعاني المنطقة من تردي فظيع للبنية التحتية ومشاكل كثيرة، في الوقت الذي كان السكان يطمحون إلى نيل بعض مباهج الازدهار الاقتصادي، غير أن هذا الازدهار لا يعني سوى نسبة قليلة من المنتفعين، بينهم منتخبون وفاعلون جمعويون، يمارسون الاختلاسات بطرقهم الخاصة.

يذكر أنه يوجد في المنطقة مؤسسة اجتماعية تابعة للميناء المتوسطي تسمى مؤسسة طنجة المتوسط للعمل الاجتماعي، غير أن مهمتها تنحصر في خلق البهرجة صيفا بشاطئ الدالية المجاور وإنفاق الأموال على “الخوا الخاوي”، بينما السكان يغرقون في مشاكل لا أول لها ولا آخر.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )