المساء اليوم - أ. فلاح: لا تزال متاهة اللاعب المغربي الإسباني، إبراهيم دياز، تثير الكثير من اللغط والحيرة، وهو شيء يساهم فيه دياز بنفسه، لأنه يمارس دور المعشوق الأبدي الذي تحيط به العاشقات من كل جانب، بينما هو يتلذذ بتعذيبهن..! منذ عدة أشهر والمسؤولون الكرويون في المغرب يحاولون استقطاب دياز، وهو في كل مرة يغمز بعين للمغرب وبعين أخرى لإسبانيا، في الوقت الذي يواصل نجمه السطوع في فريق ريال مدريد وتنهال عليه تعليقات المديح من كل جانب، خصوصا في المباراة الأخيرة لعصبة الأبطال أمام "لايبزيغ" الألماني"، حيث أدى دياز مباراة مبهرة. مشكلة ابراهيم دياز أنه كان يفضل اللعب لإسبانيا منذ وقت طويل، وهو ما قام به فعلا في الفئات الصغرى للمنتخب، لكن منذ ذلك الحين، وبعد تراجع مستواه نسبيا، لم يتم إلحاقه بمنتخب "لاروخا" للكبار، بينما هو يحاول ربح الوقت. وفي انتظار مناداة مدرب المنتخب الإسباني عليه، فإن دياز يمارس لعبة الدلال على المغرب، فتارة يقول نعم صريحة، وتارة يقولها غامضة، وتارة يغمز الإسبان وتارة المغاربة.. وتارة يغمزهما معا في وقت واحد. وقبل أيام قليلة اجتمع ابراهيم دياز ووالده مع مدرب المنتخب المغربي، وليد الركراكي، في مراكش، وفي هذا اللقاء أعلن دياز أنه سيختار المنتخب المغربي، لكنه بمجرد عودته إلى إسبانيا قلب تصريحاته رأسا على عقب وقال إنه لم يتخذ أي قرار، ومعنى هذا أنه ينتظر قرار سريعا من مدرب المنتخب الإسباني للمناداة عليه لخوض غمار "يورو ألمانيا" حتى يخرج، ويخرجنا معه، من هذه المتاهة الغبية. ربما يكون رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، محقا حين قال إنه لم يسمع من قبل بلاعب اسمه ابراهيم يلعب لإسبانيا، لكننا نرد عليه بأننا، أيضا، لم نسمع يوما بلاعب اسمه دياز يلعب للمغرب، وقبل ذلك لم نسمع بلاعب اسمه لامين جمال يلعب لإسبانيا، وقبله لم نسمع بلاعب اسمه منير الحدادي يلعب لإسبانيا. إنها، إذن، ليست قضية أسماء، بل قضية قناعة واقتناع، ومن لا يقتنع بنا لسنا في حاجة لمطاردته وكأنه سيخرحنا من الظلمات الكروية إلى نور الإنجازات والألقاب. يجب أن تنتهي هذه المتاهة.. بمعنى أننا يجب أن ننسى ابراهيم دياز تماما.. فهو لن يلعب للمنتخب المغربي.. إنه يستمتع بالفعل بنا!