المساء اليوم - هيأة التحربر: يعود رمضان وتعود معه الكثير من المشاهد السلبية التي تدل على أن مجتمعنا لا يزال مصرا على اعتبار هذا الشهر مناسبة للزيادة في الأكل وليس للتقليل منه. تمتلئ الأسواق بالمستهلكين ويتسابق الناس لاقتناء كل شيء وكأن البلاد مقبلة على مجاعة، وهذا يتكرر في كل رمضان، والذين يمارسون هذا الشره هم الذين ينتقدونه.. وكل واحد يمارس دور القديس. في رمضان تعود الكثير من السلوكيات العدوانية وتمتلئ الطرقات بكل مشاهد العنف والفزع، والغريب أن هؤلاء هم الذين يملؤون المساجد وهم يلعبون دور التقاة الورعين الكاظمين الغيظ. يعود رمضان وتمتلئ شاشات القنوات التلفزيونية بكل التفاهات والقيم الغريبة على هذا الشهر، الذي تحول بامتياز إلى شهر خاص بمشاهدة المسلسلات والكاميرات الخفية. من كان يتصور أنه سيأتي يوم يرى فيه الناس بعضا من الشباب وهم يخرجون إلى الشارع في نهار رمضان ويقولون إنهم يريدون أن «يأكلوه» علنا..! يعود رمضان ولا نعود نحن لرشدنا وأنفسنا لكي ندرك القيم الحقيقية لهذا الشهر الذي حولناه إلى مناسبة للتخمة ورمي نصف مشترياتنا في المزابل. يعود رمضان مرة أخرى ونحن نظل شاردين لا ندرك أبدا العمق الحقيقي لهذا الشهر الفضيل.