في يوم 8 مارس: القنصلية المغربية في أوتريخت تكرم نساء من الرعيل الأول للهجرة

المساء اليوم – متابعات:

نظمت القنصلية العامة بأوترخت يوم الجمعة 8 مارس 2024  لقاءا ثقافيا  للاحتفاء بالنساء المغربيات المنتميات للرعيل الأول من مغاربة المهجر بالديار الهولندية، حيث حظيت هاته النساء بتكريم خاص بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة.

ويأتي هذا التكريم تقديرا للدور الهام الذي اضطلعن به لتربية أبنائهن تربية صالحة مبنية على ترسيخ روح الوطنية وقيم الثقافة المغربية الأصيلة والتي أثمرت جيلا من الكفاءات الشابة نجحت في فرض وجودها في المجتمع الهولندي في شتى الميادين، وكذلك للخدمات جليلة التي قدمناها لبلدهم الأصلي و  للجالية المغربية في شتى المجالات.

وخلال هذا اللقاء الذي تميز بحضور السفير المغربي بلاهاي، محمد البصري، وما يقرب عن 100 شخص من  كفاءات نسوية وفعاليات المجتمع المدني المغربي بهولندا، قدمت  النساء المكرمات شهادات عفوية وتلقائية حول  تجربتهن وظروف عيشهن بعد مجيئهن إلى هولندا في بداية السبعينات من القرن الماضي، في إطار التجمع العائلي.

وسلطت النساء الضوء على التحديات والصعوبات الثقافية واللغوية التي كانت تعترض مشاركة المرأة المغربية في الحياة العامة في ذلك الوقت، حيث استطعن بالعزيمة والصبر و الإصرار تجاوز جميع الصعاب والاندماج في المجتمع الهولندي وفرض وجودهن فيه.

وفي معرض تدخلها حكت السيدة رحمة المودن، التي هاجرت رفقة زوجها إلى هولندا سنة 1975، كيف انتقلت من عاملة بسيطة إلى صاحبة مجموعة من الشركات الهولندية لعمال النظافة والصيانة، مشيرة إلى” أن نجاح المرأة المغربية في تجاوز المعاناة والظروف الصعبة التي عاشتها في مراحل الأولى للهجرة والمرتبطة على الخصوص بالعقلية، هو الذي فتح الباب أمام النساء المغربيات من الجيلين الثاني والثالث لتحقيق أهدافهن وتطوير أنفسهن. كما شددت على أن الطريق مع ذلك لازال طويلا لتحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين وهو الهدف الذي لا يمكن تحقيقه إلا عبر تربية الأجيال الصاعدة على الاحترام المرأة”.

في الكلمة التي ألقاها السفير أكد على “أن المغرب كان دائما له وضع خاص فيما يخص عمل المرأة و تقلدها مناصب المسؤولية حيث كان سباقا إلى تقنين المساواة بين الجنسين و العمل بصفة مستمرة على تعديل القوانين التي تضمن هذه المساواة ابتداء من اعتماد مدونة الأحوال الشخصية بعد الاستقلال سنة 1957 مرورا بمدونة الأسرة  سنة 2004 وانتهاء بفتح ورش مراجعة مقتضيات هذه المدونة، بتعليمات من الملك محمد السادس، الذي يجب أن يبقى في إطار التكريم و تعزيز حقوق المرأة”.

كما شدد على أن “اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة لتكريم المرأة المغربية المهاجرة التي كانت مساهمتها في تربية أبناءها مضاعفة حيث كانت تقوم بنفس الدور الذي تقوم به المرأة بالمغرب ولكن في محيط مختلف وفي ظل تحديات وصعوبات أكبر. فيرجع الفضل في نجاح الكفاءات الشابة بهولندا للنساء من الجيل الأول اللواتي وفرن جميع الشروط لهذا النجاح”.

ومن جهتها، في معرض كلمتها، انتهزت القنصل العام، بثينة الكردودي الكلالي، هذه الفرصة لاستعراض ما حققه المغرب من إنجازات في مجال تمكين النساء، على الصعيد السياسي  والاقتصادي  والاجتماعي، مؤكدة أنه  في السنوات الأخيرة، شهدت وضعية المرأة المغربية تحولات إيجابية وتقدما ملموسا في مختلف المجالات، بما في ذلك المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكذا تعديل و إصدار قوانين تعزز حقوق المرأة وتحميها وتقوي دورها في التنمية المستدامة ومشاركتها في الحياة العامة، وخير دليل على ذلك هو ورش مراجعة مدونة الأسرة الذي فتح  منذ أكتوبر الماضي بتأطير وتوجيهات من الملك محمد السادس.

كما أشادت القنصل العام بالدور المحوري الذي لعبته نساء الجيل الأول من المهاجرات رغم جميع الإكراهات في إعداد وتربية وتهديب أبناء الجالية المغربية، حتى أصبحوا كفاءات وأطر ناجحة يفتخر بها المغرب، تمكنوا من الحفاظ على هويتهم وثقافة بلدهم الأصلي.

وتميز هذا اللقاء بإلقاء بعض القصائد الشعرية والخواطر وعرض لبعض اللوحات التشكيلية للرسامة المغربية كنزة المكدسني المقيمة بأوتريخت.

وفي جو احتفالي طبعته طقوس مغربية، قدم السفير رفقة القنصل العام للنساء المكرمات شواهد تقديرية وهدايا رمزية كاعتراف للتضحيات والخدمات الروحية النبيلة التي أسديناها للجالية المغربية وللمغرب ككل.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )