“داعش” تعاقب روسيا لوقوفها إلى جانب قضايا المسلمين..!

المساء اليوم – هيأة التحرير:

ما حدث مؤخرا في العاصمة الروسية موسكو شيء رهيب. فليس طبيعيا أبدا أن يحمل رهط من الموتورين أسلحتهم الرشاشة ويقتحموا قاعة للحفلات ويبدؤوا في إطلاق النار على الجميع ويوقعوا 159 ضحية في بضع دقائق.

ما جرى بعد ذلك أكثر قرفا، وهو أن تنظيما يسمى نفسه “الدولة الإسلامية” تبنى المجزرة، وتلقت وكالات الأنباء العالمية هذا التبني بكثير من السعادة وحولت الإسلام مجددا إلى مرادف للإرهاب الوحشي والأعمى.

بعدها تواصل القرف بعد القبض على مقترفي المجزرة وكشفت التحقيقات أنهم تلقوا أموالا بواسطة تحويل بريدي من الجهة التي أمرتهم باقتراف المذبحة، والمبلغ كله لا يستحق إزهاق روح بعوضة وليس كل هذا العدد من الأرواح البشرية.

وإلى حد الآن لا يزال المحللون حائرين في فهم سر هذا الهجوم على موسكو بكل هذه الوحشية من طرف تنظيم “داعش”، لأنه كان مستبعدا جدا، ليس لأن روسيا دولة عظمى ومنتبهة جيدا للتهديدات الإرهابية، بل أيضا لأن روسيا كانت في السنوات الماضية واحدة من البلدان التي وقفت إلى جانب قضايا المسلمين والعرب، ومؤخرا وصلت علاقاتها مع إسرائيل إلى الحضيض بفعل المواقف الروسية المنتقدة بشدة لحرب الإبادة في غزة.

وقبل ذلك ناصرت روسيا الكثير من قضايا المسلمين، وحتى عندما تبجح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وقادة غربيين كثيرين بما يسمى حرية التعبير لتبرير الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد (ص)، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقد بشدة تلك الرسومات المستفزة واعتبر أنه لا يجوز أبدا السخرية من رموز الأديان.

وفي روسيا هناك الملايين من المسلمين الروس الذين لا يشتكون من أي اضطهاد أو تمييز، وهناك الكثير من المواقف المشرفة لروسيا تجاه القضايا الإنسانية عموما، على رأسها القضية الفلسطينية.

ومع كل هذا يظهر إرهابيون مجانين من تنظيم “داعش” الإرهابي ويعاقبون روسيا على كل هذه المواقف بهذه الوحشية المنقطعة النظير.

نحتاج إلى مجهود خرافي لكي نقتنع بأن هؤلاء الإرهابيين المجانين مسلمون أصلا. لكننا لن نحتاج إلى الكثير من التفكير لكي نفهم جيدا أن “داعش” مجرد عصابة إجرامية في أيدي جهات شيطانية دولية تنفذ بها أجندة خطيرة، ليس فقط ضد الإسلام، بل ضد الإنسانية عموما.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )