نتنياهو.. قراءة في صورة المكر..!

المساء اليوم – ح. اعديل:

فجأة توقف بنيامين نتنياهو لبضع دقائق عن اقتراف المذابح ضد أطفال ونساء غزة وظهر وهو يمسك خارطة للعالم العربي لكي يتحدث عن موضوع حول إسرائيل فقط..!

لكن، يبدو أن الموضوع الحقيقي الذي كان يريده نتنياهو هو إيصال رسالة محددة إلى المغاربة، حكومة وشعبا، حول الصحراء، وهو يعلم جيدا أن هذه القضية يضعها المغاربة في قلوبهم مهما كانت الخلافات والحزازات بينهم.

ظهر نتنياهو وهو يمسك الخارطة التي تظهر خارطة البلدان العربية وكلها بلون أخضر، بينما توجد بها نقطة سوداء صغيرة، وهي فلسطين المحتلة..  أو إسرائيل.

في الظاهر أراد نتنياهو أن يتحدث عن وجود إسرائيل الصغيرة جدا وسط بحر من البلدان والعربية، في إشارة إلى الخطر الكبير المحيط بإسرائيل.

لكن هذه النظرية يعرفها الجميع منذ زمن طويل، ولا أحد يفهم لماذا أراد نتنياهو تذكير العالم بها في الوقت الذي يعرف الجميع أن إسرائيل هي التي تشكل خطرا على العالم العربي، بل على العالم كله، وليس العكس.

لذلك فإن الهدف الحقيقي من ظهور نتنياهو مع الخارطة كان مختلفا تماما. فوسط اللون الأخضر الشاسع يوجد المغرب وقربه الجزائر وتونس وموريتانيا وبلدان كثيرة، والخارطة لا تشير أبدا إلى الحدود بينها، لكن عندما وصل إلى المغرب اقتطع منه الصحراء، ولم يكتف بوضع حدود، بل إنه وضع الصحراء بلون مختلف تماما حتى تبدو بوضوح كبير وسط اللون الأخضر.

ولا أحد يفهم لماذا أصر نتنياهو على اقتطاع الصحراء من المغرب ووضع لون خاص بها، مع أنها في كل الحالات جزء لا يتجزأ من العالم العربي، ولماذا هي فقط وضع لها حدودا مع المغرب، علما أن الخارطة لا تضم حدودا بين المغرب والجزائر أو موريتانيا ولا في أي بلد آخر. إذن كانت رغبة نتنياهو واحدة وواضحة، وهي إيصال رسالة مفادها أن الصحراء ليست مغربية، وأنه لا يعترف أبدا بمغربيتعا..!

هذا ليس كل شيء. فمن يتابع حركات نتنياهو وطريقة إمساكه للخريطة يدرك أن هدفه الحقيقي هو الصحراء وليس إسرائيل. لقد تعمد نتنياهو إظهار الصحراء منفصلة عن المغرب، لذلك انحرف بيده إلى تحت حتى لا يغطيها بأصابعه (لاحظوا توجه أصابعه إلى أسفل)، مع أنه كان من البديهي أن يغطيها بجزء من أصابعه لو كانت طريقة إمساكه الخريطة عفوية ومن دون خلفيات.

بعد أن تركت الخريطة صداها المطلوب، وبعد أن احتفل عسكر الجزائر ومليشيات البوليساريو بدعم نتنياهو لهم، خرجت بعض وسائل الإعلام لتقول إن نتنياهو اعتذر عما جرى، وأنه يؤكد على مغربية الصحراء، وألا تراجع على ذلك.

لكن الحقيقة مختلفة تماما، لأن نتنياهو لم يتراجع ولم يعتذر، كل ما هنالك أن مكتب نتنياهو، خرج بتوضيح يأسف فيه عما جرى، ويؤكد على الموقف الرسمي الإسرائيلي حول الصحراء، وهو في كل الأحوال موقف غامض وخبيث.

إضافة إلى أن من وقع البيان التوضيحي هو فلسطيني من عرب إسرائيل يدعى حسن كعيبة، ويتقلد منصبا ما بمكتب نتنياهو. وعلينا أن ننتبه جيدا إلى هذا المعطى ونحلله كما يجب.

بقيت مسألة أخيرة ينبغي أن يفهمها جيدا نتنياهو ومن معه من مجرمي الحرب، وهي أن المغاربة، الذين ضحوا من أجل صحرائهم بالغالي والنفيس وبذلوا في سبيلها دماءهم وأرواحهم، لا يشرفهم أبدا أن يعترف بها أو لا يعترف شخص غارق في دماء الأطفال والنساء وتطارده محكمة العدل الدولية.

نتمنى أن يستوعب نتنياهو جيدا رسالة المغاربة..

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 1 )

  1. Iisme :

    المسألة التي ينبغي أن يفهمها جيدا المطبعين -كلنا اسرائليين- خدام اسرائيل وهي أن المغاربة، الذين ضحوا من أجل صحرائهم بالغالي والنفيس وبذلوا في سبيلها دماءهم وأرواحهم، لا يشرفهم أبدا أن يطبعوا مع كيان محتل غارق في دماء الأطفال والنساء لاكثر من 75 سنة .

    1