المساء اليوم - طنجة: في سابقة خطيرة، وجد مهندس طبوغرافي محلف بطنجة نفسه في قلب ملف تزوير بعدما تم إدراج اسمه على أنه قام بعملية لتحديد مساحة وحدود قطعة أرضية توجد موضوع شكاية حاليا لدى محكمة الاستيناف. وقامت شبكة لتزوير ملف عقارات، بتواطؤ مع عدول، بتغيير معالم ومساحة قطعة أرضية ومضاعفة مساحتها 5 مرات، كما هو مبين في وثيقة عدلية من توثيق عدلين من هيئة العدول بطنجة، وهما أيضا مشتكى بهما. وتم حشر اسم مهندس طبوغرافي شهير، ومعروف بنزاهته وكفاءته، في هذا الملف، وهو ما جعل تدخل الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوفرافيين ضروريا من أجل مواجهة هذه الجرأة غير المسبوقة لمافيا العقار تجاه هيئة مهنية محترمة. وتم الكشف عن هذا التزوير الخطير من خلال شكاية تقدم بها المتضرر إلى السيد الوكيل العام للملك بمحكمة طنجة في الملف المدرج بمكتب السيد قاضي التحقيق والمقرر له جلسة بتاريخ 2024/06/24 في الغرفة التانية ملف رقم2023/929. والمثير أن هذا الملف يعتبر سابقة من حيث كمية عمليات التزوير الموجودة به، حيث يعتبر حشر اسم المهندس مجرد قطرة في واد، لكنه يعتبر خطيرا بالنظر إلى الجرأة الكبيرة على العدالة، التي ميزت سلوكات هذه الشبكة. وعلى الرغم من أن المهندس المذكور، ب. ز، أقر عبر مفوض قضائي بأنه لم يسبق له إطلاقا أن أنجز أي تصميم هندسي للقطعة الأرضية المذكورة، إلا أن تدخل هيأة المهندسين المساحين الطبوفرافيين أصبح ضروريا في مواجهة هذه الإساءة البالغة لأحد أفراد الهيئة. وبدأت فصول الإثارة في هذا الملف في المحافظة العقارية، التي استندت على ملكية سبق استعمالها من أجل إنجاز عملية تحفيظ جديدة، دون بحث المحافظة في أصل التملك. واستعمل المشتكى به، ب. ش، ومن معه، ملكية مضمنة بكناش الأملاك 77 صحيفة 213 عدد 346، وهي نفس الوثيقة ذات الرسم العقاري عدد 06/51089، حسب ما هو ثابت في إفادة المحافظة العقارية المؤرخة في 19 ماي 2022، والتي بواسطتها حاول المشتكى بهم الاستيلاء على بناية مساحتها 360 متر مربع، وجعلها تحمل نفس مراجع القطعة الأرضية المحفظة، أي باستعمال رقم عقار محفظ للسطو على عقار آخر مجاور غير محفظ، في عملية تزوير خطيرة جدا، والتي تمكن هذه الشبكة من الاستيلاء على ما شاؤوا من الأراضي بطرق احتيالية خطيرة. والمثير أن هذه الشبكة، وبفعل إحساسها بثقة بالغة في النفس، اقترفت عددا كبيرا من الأخطاء القاتلة، يكفي فقط الإشارة إلى بعضها، من بينها الاستناد على وثيقة هبة مشبوهة، والتعامل بتوقيعات تكتنفها شبهات كبيرة، وإقحام أسماء مهندسين ومحامين في الملف وهم في الحقيقة لا علاقة لهم بالملف. ومن أبرز عمليات النصب والاحتيال في هذا الملف هو ما حدث في “كناش الحفظ”، المتعلق بتصريح البناء للمشتكى به ب. ش، حيث حدد عدلان، بخط اليد، وصفا غامضا للعقار المستولى عليه ومن دون أي استنادا إلى أصل التملك، ومن دون أي تحديد واضح للعقار، مع توقيع غريب، غير أن نسختين ملحقتين بهذا التصريح كتبتا بالحاسوب تضمنتا معلومات وفيرة لا وجود لها أصلا في الوثيقة الأصلية..!