صدمتان: عمدة الكوارث بطنجة يستخدم عمال النظافة “حرس شرف” ويهين الصحافة

المساء اليوم – طنجة

في أقل من 24 ساعة، حقق عمدة طنجة، منير ليموري، رقما قياسيا جديدا في اقتراف الموبقات السياسية، وتزامن ذلك مع أيام عيد الأضحى، وهو ما اعتبره السكان “وفاء من طرف العمدة لكوارثه التي عادة ما يهديها لهم في مناسبات خاصة”.

وخلال أيام العيد، وجه ليموري إهانة لعمال النظافة، حين جعل منهم “حرس شرف” خاص به، واستخدمهم من أجل تلميع صورته والتغطية على الفشل الكارثي لشركات النظافة في تدبير الوضعية الخاصة بشوارع المدينة خلال عيد الأضحى.

أما الفضيحة الأخرى فتمثلت في إصدار الجماعة الحضرية لطنجة بيانا شديد اللهجة يهاجم المنابر الإخبارية التي انتقدت تدبير شؤون قطاع النظافة خلال العيد، وهو بيان اعتبرته الهيآت الصحافية في المدينة فضيحة حقيقية في جبين العمدة الذي صار يحمل لقب “عمدة الفضائح”.

ووصف بيان العمدة المنابر الإعلامية التي انتقدت تدبير قطاع النظافة خلال العيد بأنها تمارس “التسفيه والتضليل”، في وصف تحقيري غير مسبوق يوجهه عمدة مدينة للجسم الإعلامي.

ومارس “عمدة الكوارث” دور وزارة الإعلام في كوريا الشمالية، حين بدأ في إعطاء دروس للمنابر الإعلامية وحدد لها ما يجب أن تقوم به وما لا يجب أن تفعله، وهي سابقة خطيرة أصبحت تتطلب تدخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية وباقي الهيآت الصحفية لإعادة “عمدة الصدفة” إلى رشده.

واعتبرت منابر صحفية أنه “أمام تناسل مظاهر التقصير في شتى مجالات التدبير الجماعي في عهد المجلس المسير الحالي لجماعة طنجة، لم يجد عمدة طنجة من وجه ينفجر في وجهه، معتقدا أنه حائط قصير، سوى العمل الصحفي، الذي تبقى اختياراته التحريرية مقدسة وفق المنظار وزاوية الرؤية التي يرى منها الصحفي الوقائع والأحداث أمامه”، يقول الموقع الإخباري “إيكو بريس”.

ويتساءل الرأي العام في المدينة حول الأسباب التي جعلت شركات النظافة تجتهد كثيرا في تنظيف أحياء معينة، بينما ظلت الوضعية كارثية في مناطق كثيرة.

من جهته وجه المستشار الجماعي، حسن بلخيضر، انتقادات لاذعة لطريقة تدبير قطاع النظافة بالمدينة خلال أيام العيد، وقال في تدوينة على حسابه الشخصي بالفيسبوك إن لا أحد يجب أن ينتظر من سكان طنجة تقديم فروض الشكر لشركتين للنظافة لم تقوما بعملهما كما يجب خلال أيام العيد.

وأضاف بلخيضر أنه إذا كان يجب على سكان طنجة توجيه الشكر لجهة ما، فيجب توجيهه لعمال النظافة، والذين رغم قلة وضعف التجهيزات وطرد زملائهم من قبل، فإنهم تفانوا في القيام بواجبهم.

وبموازاة مع هذه الفضيحة، طبق “العمدة الأعجوبة” نظرية “ما قدو فيل زادوه فيلة”، حين جمع عمال النظافة ووضعهم على خط مستقيم مثل حرس الشرف وتمشى أمامهم بنفس الطريقة التي فعلها إسماعيل ياسين في فيلم “إسماعيل ياسين في الجيش”.

وظهر عمدة الفضائح في شريط فيديو وهو “يتبند” على عمال النظافة، مرفوقا بصدره “الأعظم”، الذي لا يزال يمارس التقية السياسية منذ ذلك اليوم المشهود للمعركة التاريخية المتعلقة بمحاصيل جمع التبرعات لإجراء عملية جراحية، قبل دخوله قطاع “المجد العشوائي”.

وتساءل كثيرون هل يحس “فخامة عمدة طنجة” بتعطش مرضي لممارسة هذا النوع من مظاهر السلطة حتى يمارس هذا السلوك مع عمال نظافة مغلوبين على أمرهم ويحتاجون أكثر إلى الزيادة في رواتبهم وتحسين ظروف عملهم وليس استخدامهم سياسيا بتلك الطريقة المهينة.

وظهر العمدة وهو يقف أمام عمال النظافة وهم يحملون مكانس وتجهيزات متهالكة، وهو يعطيهم دروسا في العمل، بينما كانوا يحتاجون إلى تحفيزهم بوسائل مختلفة مثل الضغط على الشركات المشغلة للزيادة في رواتبهم، خصوصا وأن عددا مهما منهم استطاعوا فقط رؤية مخلفات الأكباش في الشوارع ولم يتذوقوا طعمها مع أسرهم لأنهم لم يستطيعوا ذلك، على غرار شريحة كبيرة من المغاربة.

ويطالب السكان من العمدة أن يتحلى بالشجاعة، ولو لمرة واحدة في حياته، ويقدم تفاصيل حول طرق تدبير قطاع النظافة في المدينة، خصوصا وأن المبالغ السنوية التي تستخلصها هذه الشركات تناهز 30 مليار سنتيم، وهو مبلغ ضخم جدا ولا يقارن بطبيعة الخدمات الرديئة في هذا القطاع.

ويبدو أن الطريقة الوحيدة التي تميز “رجولة” عمدة طنجة هو تكليف كلابه بالرد على تساؤلات الرأي العام، مثل كلبه الشهير والمعروف بأنه  من مزدوجي الميول، والذي سنعود له قريبا جدا في موضوع مستقل لأنه الكلب الأشهر للعمدة والملقب بكلب الليموري والمكلف بقطاع النباح).

وإلى حدود اليوم، فإن عمدة طنجة أو “سائق طنجة”، يعتبر عقوبة حقيقية بالنسبة للسكان الذين لم يفهموا حتى الآن كيف تحققت أسوأ الكوابيس وصار صانع أحذية تقليدية مغمور عمدة على مدينتهم التي تعتبر القطب الصناعي والقاطرة الاقتصادية المستقبلية للمملكة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )