المساء اليوم: بعدما تغيب أكثر من مرة أمام غرفة جرائم الأموال بالرباط بخصوص ملف الاختلاسات بغرفة الصناعة التقليدية بطنجة، فقد أصبح منير ليموري، عمدة طنجة عن حزب الأصالة والمعاصرة، مطالبا بالحضور أمام القضاة والتخلي عن أعذاره التي يحاول من خلالها التغيب عن الجلسات. وخلال السنوات الماضية، يقف أمام القضاء حوالي 20 شخصا متهمين بالاختلاس وتبذير أموال عمومية، على رأسهم محمد لحميدي، رئيس عمالة طنجة أصيلة حاليا، عن حزب الأصالة والمعاصرة، والرئيس السابق لغرفة الصناعة التقليدية بطنجة. وخلال هذه الجلسات، أصبح تغيب منير ليموري معتادا، حيث تم استدعاؤه كمصرح، حيث يعلل غيابه بما يعتبره "أسفاره وانشغالاته الكثيرة" من أجل عدم التصريح في هذا الملف الذي يتابع فيه رفيقه في حزب الأصالة والمعاصرة محمد لحميدي كمتهم رئيسي. وتعود تفاصيل هذا الملف إلى حوالي 15 سنوات خلت، حينما تم تقديم شكاية من طرف رئيس سابق لغرفة الصناعة التقليدية ضد محمد لحميدي، الذي كان وقتها رئيسا للغرفة. وكان القضاء استمع في وقت سابق للمدعو ليموري، الذي كان وقتها عضوا بغرفة الصناعة التقليدية حين حدثت تلك الاختلاسات. غير أنه لوحظ خلال السنتين الأخيرتين غياب متواصل لمنير ليموري، الذي يتعلل بكثرة انشغالاته كعمدة على طنجة، وهو ما خلق شكوكا حول تهربه عمدا من حضور الجلسات، خصوصا وأن تصريحاته السابقة تصب ضد رفيقه في الحزب محمد لحميدي. ويحتمل أن ليموري قد يختلق انشغالات وهمية أو يعمد إلى اختلاق أسفار عاجلة لتعمد عدم الحضور، وهو ما وضعت له المحكمة حدا عبر إلزامه بالحضور مهما كانت طبيعة الانشغالات. ويُتابع لحميدي منذ سنوات في حالة سراح أمام غرفة جرائم الأموال بالرباط، بتهم تتعلق بـ”تبديد واختلاس أموال عمومية والتزوير في محررات رسمية واستغلال النفوذ”. وإلى جانب محمد الحميدي، يُتابع في نفس الملف أعضاء في مجلسه، بعد تحرك مفتشية المالية قبل سنوات، حيث أحالت ملفهم على النيابة العامة بمحكمة الإستئناف بطنجة، لتقرر بدورها إحالتها على محكمة جرائم الأموال بالرباط. وتعود فصول هذه القضية إلى شهر ماي سنة 2011، عندما تقدم عضو غرفة الصناعة التقليدية بطنجة، عبد السلام بنجيد، بشكاية معززة بوثائق إلى الوكيل العام للملك باستئنافية طنجة. واتهم بنجيد رئيس الغرفة، حينها، بـ”التزوير واستغلال النفوذ وتزوير أحكام”، حيث استمعت عناصر الفرقة الوطنية للمشتكي والمصرحين، لتتم متابعة الحميدي ومتهمين آخرين معه.