17 مارس 2022 - 12:42 السقوط الأخلاقي لـ”فيسبوك” علي أنوزلا مرة أخرى، سقط “فيسبوك” في الامتحان، أمام الحرب الروسية على أوكرانيا، فمنذ بدء هذه الحرب، وعملاق المواقع الاجتماعية يقدّم نفسه أنه يمثل معسكر “الخير” ضد معسكر “الشر”، إلى درجة سمح لنفسه أن يحدّد من هم الأشرار الذين يجب قتلهم بدم بارد من خلال دعوات عنف يرسلها روّاده من وراء شاشاتهم وضمائرهم مطمئنة، لأنّهم يحاربون الشر! ففي غضون هذه الحرب المدمرة، أعلنت شركة “ميتا” الشركة الأم لـ”فيسبوك” و”إنستغرام”، عن إجراء تغيير مؤقت على سياسة تحريرها، وفتحت الباب لروّادها باستخدام عباراتٍ من قاموس خطاب الكراهية والعنف ضد معسكر الشر في هذه الحرب، والذي حدّدته الشركة في الجيش الروسي وقادته، فما قامت به الشركة أشبه بصكوك الغفران التي كانت تمنحها الكنيسة لأتباعها في القرن الثالث عشر، لتطهير أنفسهم من الذنوب وإعفائهم من العقاب على الخطايا، وفي هذه الحالة تتسامح صكوك الغفران الجديدة مع من يلجؤون إلى استعمال خطابات كراهية تحثّ على العنف وتحرّض على ارتكاب القتل، لكن باستثناء عندما تكون تلك الخطابات موجهة إلى من صنّفهم “فيسبوك” سلفا بأنهم يمثلون معسكر الشر! بمعنى أنّ “فيسبوك” وضع نفسه وصياً على ضميرنا الجمعي، وحدّد بعض الأشخاص الأشرار الذين يجب تحريض الناس ضدهم، وقول أشياء عنيفة عنهم وتهديدهم بالقتل.