المساء اليوم - متابعات: يدخل حزب الله باغتيال أمينه العام حسن نصر الله الجمعة في غارة إسرائيلية مرحلة جديدة من تاريخه مليئة بالتحديات في سياق داخلي وإقليمي معقد، أولها اختيار زعيم جديد. وتتجه الأنظار بالخصوص إلى هاشم صفي الدين ابن جيل نصر الله وشريكه في تأسيس الحزب ليتولى خلافته. وستكون مهمة قادة حزب الله في ملء لفراغ الذي تركه اغتيال زعيمه حسن نصر الله صعبة، بالنظر لثقل مكانة من كان يناديه أنصاره بـ"السيد" طيلة أكثر من ثلاثة عقود. إلا أن المراقبين يرجحون أن يخلفه رفيقه وابن خالته هاشم صفي الدين على رأس الحزب الشيعي وهو الذي يملك كثيرا من خصال نصر الله حتى في طريقة الكلام. وأكد مصدر في حزب الله الجمعة إن هاشم صفي الدين لا يزال على قيد الحياة، ولم يكن مع نصر الله لحظة قصف إسرائيل مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولد صفي الدين سنة 1964 في دير قانون النهر في منطقة صور جنوب لبنان، ودرس في الحوزات الشيعية في قم الإيرانية ولم يدرس في النجف عكس حسن نصر الله. ولعل هذه المسيرة الدراسية في إيران جعلته أقرب للجمهورية الإسلامية من نصر الله، إذ تزوج ابنة قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري والذي اغتالته الولايات المتحدة في بغداد سنة 2020. يشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لحزب الله وهوعضو في مجلس الجهاد في الجماعة. وصفي الدين هو رفيق مقرب من نصر الله، إضافة إلى أنه قريب عائلي (ابن خالته) ودرس أصول الدين مثله مثل نصر الله، ويرتدي العمامة السوداء في إشارة إلى نسبه للنبي محمد. كان صفي الدين شريكا في تأسيس حزب الله على يد الحرس الثوري الإيراني في أوائل الثمانينيات لمحاربة إسرائيل، ولعب دورا في النفوذ الاجتماعي والديني وسط الشيعة اللبنانيين. إلا أن مهند الحاج علي، نائب مدير الأبحاث في معهد كارنيغي الشرق الأوسط في بيروت يرى أنه باغتيال نصر الله "المشهد بأكمله سوف يتغير بشكل كبير". وقال الحاج علي "كان مثل الغراء الذي حافظ على تماسك منظمة متوسعة". ويضيف الحاج علي أن نصر الله "أصبح شخصية أسطورية، إلى حد ما، بالنسبة للشيعة اللبنانيين" وهو وما سيجعل مهمة صفي الدين صعبة لملء الفراغ. وبرز دور صفي الدين عند إشرافه على إعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت والتي تعرضت لدمار كبير بعد حرب يوليوز سنة 2006. مهمة صعبة لتعويض نصر الله بصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للجماعة، يشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لحزب الله. وهو أيضا عضو في (مجلس الجهاد) الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة. وفي يونيو الماضي، هدد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد مقتل قيادي آخر في حزب الله. وقال في الجنازة "فليجهز نفسه (العدو) للبكاء والعويل". وكثيرا ما تعكس تصريحاته العلنية موقف حزب الله المتشدد وتضامنه مع القضية الفلسطينية. وفي فعالية أقيمت مؤخرا في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، قال صفي الدين "تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم"، في إظهار للتضامن مع المقاتلين الفلسطينيين. من جهته قال فيليب سميث، الخبير في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، إن نصر الله "بدأ في تجهيز المناصب له (لصفي الدين) داخل مجموعة من المجالس المختلفة في حزب الله". خطيب مثل نصر الله وما يجعل صفي الدين الأقرب لخلافة لنصر الله التشابه في الشكل والخطاب مع "سيد المقاومة"، إذ إنه يلثغ في حرف الراء بنفس لكنة نصر الله، فضلا عن مكانته الدينية. ينتقد صفي الدين باستمرار السياسة الأمريكية علانية. وفي رده على الضغوط التي تمارسها واشنطن على حزب الله، قال في 2017 "هذه الإدارة الأمريكية المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب، لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء"، مؤكدا أن مثل هذه الإجراءات لن تثبط عزيمة حزب الله.