“البام” مستعجل: حكومة المونديال تشعل حرب “النيران الصديقة” بين رفاق التحالف

المساء اليوم – ح. اعديل:
فيما يشبه نيرانا صديقة، شن حزب “الأصالة والمعاصرة” انتقادات حادة ضد حكومة عزيز أخنوش، على الرغم من أن الحزب يشكل جزءا رئيسا من التحالف الثلاثي الذي يقود الحكومة الحالية، والمشكل من التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال.
ومع أن “الأصالة والمعاصرة” يتولى وزارات مهمة في الحكومة الحالية، ويعتبر شريكا رئيسيا في إنتاج الأوضاع الحالية، على رأسها الغلاء الفاحش في الأسعار، إلا أنه قرر في المدة الأخيرة التصرف كحزب معارض خارج الحكومة، ووجه انتقادات لاذعة للمسؤولين عن ارتفاع الأسعار في المغرب.
ويرى مراقبون أن حزب “البام” قرر منذ الآن الخروج الرمزي من الحكومة واعتبار نفسه حزبا معارضا، من أجل كسب تعاطف شعبي بسبب النقمة الكبيرة بين المغاربة على الارتفاع غير المسبوق في أسعار مختلف المواد الاستهلاكية.
واستغل حزب الأصالة والمعاصرة شهر رمضان لكي يسخن “البندير الانتخابي”، عبر الضرب على وتر الأسعار، في حملة انتخابية تهدف إلى تعبيد الطريق منذ الآن للأمينة العامة للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، لقيادة ما يسمى “حكومة المونديال” بعد الانتخابات المقبلة العام المقبل.وتحدث الحزب، في بيان له، عن معضلة الوسطاء أو السماسرة في التهاب الأسعار، بالإضافة إلى استفحال مشكلة البطالة، والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الأسر المغربية في ظل هذا الوضع.

ويشعر قادة حزب الأصالة والمعاصرة بنوع من الهوس من أجل قيادة الحكومة المقبلة، والتي ستقود نحو تنظيم أكبر حدث تستضيفه البلاد، وهو مونديال 2030، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، مع ما يرافق ذلك من مشاريع عملاقة في البنيات التحتية وتحديث المرافق العامة.

غير أن السمعة السيئة لحزب الأصالة والمعاصرة قد لا تسعفه من أجل تحقيق هذا المبتغى، حيث يوجد عدد من قادة الحزب في السجون بتهم ثقيلة، من بينها الاتجار الدولي في المخدرات.

كما أن فضائح أخرى تنهش الحزب، من بينها فضائح عمدة طنجة المنتمي لنفس الحزب، والذي يوجد في قلب فضائح مدوية، آخرها فضيحة “سوق سيدي احساين”، الذي وصلت أصداؤه للصحافة الدولية.

ويرى كثيرون أن ماضي الحزب، الذي ولد من رحم السلطة وفي فمه ملعقة من ذهب، قد لا تكون عاملا مساعدا في تبوؤ هذا الحزب لصدارة الانتخابات المقبلة، خصوصا في ظل الحديث عن تلقيه عملية إنعاش هائلة خلال الانتخابات السابقة سنة 2021، والتي أعادته إلى الحياة بعد أن كان على حافة الفناء.

ومن غير المستبعد أن تتكرر عملية “الإنعاش” لهذا الحزب في الانتخابات المقبلة، والذي سبق أن تلقى ضربة قاصمة خلال ما يسمى “الربيع العربي” حيث هرب من سفينته “الغارقة” عدد كبير من “مناضليه”، قبل أن يبدأ في استرجاع بعض أنفاسه لاحقا.

كما أن زعيمة الحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، أو منسقة القيادة الجماعية للحزب، لا تمتلك الكثير من الكاريزما من أجل قيادة “حكومة المونديال”، غير أنها تأمل في أن تكون، على الأقل، أول امرأة مغربية في تاريخ البلاد تقود الحكومة.

وتتولى المنصوري حاليا ثلاث مناصب مهمة، فهي رئيسة القيادة الجماعية لحزبها، وعمدة لمراكش، ووزبرة السكنى والتعمير، حيث تعتبر أول امرأة في تاريخ البلاد تجمع في يدها كل هذه المناصب.

وكان محمد المهدي بن سعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، وعضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، ألمح مؤخرا، في لقاء تلفزيوني، إلى أن رئاسة الحكومة المقبلة قد تكون من نصيب امرأة، في إشارة واضحة إلى المنصوري.

ويشي هذا الوضع بالتحالف الهش الذي يقود الحكومة الحالية، وهو تحالف قيصري غالبا ما يتعرض لهزات كبيرة، غير أنه يستمر فيما يشبه الزواج القسري بين أشخاص يكرهون بعضهم البعض، لكنهم ينضبطون للأوامر أكثر من انضباطهم للأعراف السياسية.

 

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )