الجزائر التي لا تستحي..!

المساء اليوم:

مباشرة بعد كلمة مندوب المغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال، حول وضعية منطقة “القبايْل” شمال الجزائر، بدا وكأن جارتنا انقلبت على ظهرها ولم تجد من يعيدها إلى وضعها السابق.. تماما مثل سلحفاة سيئة الحظ.

لم تستطع الجارة الجزائر الصبر ولو ساعة واحدة على “التدخل” المغربي في شأن تعتبره من شؤونها الداخلية، وأقامت الدنيا ولم تقعدها، وهددت بالويل والثبور وعظائم الأمور، ونحن الذين كنا نعتقد أن “جارة الوادي” ستتحلى ببعض الحياء وقوة الشكيمة.

لم تستطع الجارة الجزائر الصبر ولو لبضع ساعات حول إثارة موضوع يعرفه الجميع، وحول منطقة ليست نزعتها الانفصالية وليدة اليوم، وزعماؤها منفيون أو في السجون.

لم يستطع حكام الجزائر التحلي، ولو لنصف ساعة، بالصبر الذي تحلى به المغاربة لنصف قرن، حين تحولت إلى أكبر داعم لانفصاليين كانوا يعدون على رؤوس الأصابع والرجلين، وحشدت لهم الدعم من كل جانب، ومولتهم من قوت الجزائريين، وجعلت هدفها تحويل حياة المغاربة إلى نكد مستمر.

بسبب الجزائر استشهد المئات من المغاربة في حرب الصحراء، وذهبت أموال لا تعد من أجل شراء الأسلحة والعتاد، وعانت التنمية كثيرا بسبب هذا المعطى، ولا تزال الجارة مصرة على حمق بلا مثيل.

يمكن للجارة أن تغضب كما تشاء، وغضبها لن يصل إلى درجة غضب المغاربة الصابرين منذ نصف قرن على نزاع مفتعل في الصحراء، وغضب أكبر من استيلاء الجزائر على مساحات شاسعة من الأراضي المغربية الشرقية التي ألحقها المستعمر الفرنسي بالجزائر، ثم عض عليها الجيران بالنواجذ بعد الاستقلال، ورفضوا أي مساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار.. يا لهم من جيران يمكن للمرء أن يُبتلى بهم!!

قدم المغرب للجزائر أكثر مما يجب، خلال حرب التحرير وما بعدها، وردت الجزائر الجميل بأكثر مما يجب من قبح ونذالة، وأقسم حكامها على جعل المغرب عدوهم الأول والأخير، وليتهم كانوا يتحلون ولو بقليل من الصبر، فالطريق لا يزال أمامهم طويلا.. طويلا جدا… وليتعظوا قليلا بالصبر المغربي.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )