الحايك.. لباس مغربي بجذور أندلسية.. ساد ثم باد

المساء اليوم:

لم يكن الحايك لباسا نسائيا شائعا في عموم مناطق المغرب، بل ساد أكثر في المناطق ذات الأغلبية الأندلسية، وانتشر على مر القرون نحو مناطق أوسع، حتى صار أيقونة للباس المغربي الأصيل، لكنه اندثر كما اندثرت الكثير من التقاليد والأزياء المغربية العريقة.

الحايك أو الحائك أو الحَيْك (والأصل الحيك ويقال له في بعض المناطق التلحيفة)، لباس تقليدي مغاربي ذو أصل أندلسي، ويسمى في المغرب الإزار أو المئزر أو الحيك وفي الجزائر الحايك وفي تونس السفساري، جاء في قاموس المعاني: «تُطْلَقُ كَلِمَةُ الحايِكِ عَلى لِباسِ الْمَرْأَةِ بِالْمَغْرِبِ العربي وَهُوَ مُكَوَّنٌ مِنْ قِطْعَةِ ثَوْبٍ تَرْتَديهِ الْمَرْأَةُ، يَسْتُرُ رَأْسَها وَوَجْهَها وَكامِلَ جَسَدِها».

فهذا اللباس الفريد كان مشتهرا عند عرب المغرب خاصة وشمال إفريقيا عامة، وإن مناطق العرب في المغرب حافظت على عليه حتى منتصف القرن العشرين، وظل تداول “الحايك” أو “الكسا” حاضراً في المدن المغربية إلى ما بعد منتصف القرن العشرين، خصوصا في تطوان وطنجة ووجدة وسلا والرباط وغيرها. وحافظ الناس على ارتدائه في مدن وبوادي الغرب وعبدة والشياظمة والحوز والسراغنة وتادلة ودكالة والشاوية.

ولا يكاد يخلو أي مؤلف تاريخي للمستشرقين الذين زارو بلاد المغرب وبلاد العرب من ذكر إسم «الحايك العربي /Arab hayk or haïk»، كلباس راقي عند العرب.

كما وردت إشارة للحايك العربي في مؤلف العالم البريطاني، آدم كلارك (1762م)، بحيث يقول عنه : “الحايك العربي ; ثوب يلتف به سكان الشرق الأصليون، كما يفعل أحد سكان المرتفعات الاسكتلنديين…، ويذكر السيد جاكسون (1809م)، في روايته عن الإمبراطورية المغربية، الزي المغربي: ” إنه يشبه، كما يقول، ملابس البطاركة القدماء، أو ثوبًا من القطن الأبيض، أو الحرير، أو الصوف، طوله خمس أو ست ياردات، وعرضه خمسة أقدام، “العرب في كثير من الأحيان استغنوا عن القفطان، وحتى عن القميص، ولا يلبسون إلا الحائك”.

ولباس الحايك لم ينفرد به عرب المغرب وأهله فقط، بل كان اليهود أيضا يرتدون هذا النوع من الكساء، ويشير المؤرخ أروى تومسون، في مؤلفه الصادر سنة 1873م لهذا قائلا “وأكمل زيهم نوع من العباءة يسمى سيملا، يشبه الخليط العربي”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )