المساء اليوم: يتجه المغرب نحو تخليص الاقتصاد من الكربون، وهو الهدف الذي ترمي إليه إصلاحات من قبيل المخطط الوطني للمناخ، بالموازاة مع تحسيس أرباب المقاولات حول فرص الاستثمار الأخضر الموضوعة رهن إشارتهم من أجل ضمان انتقال شامل في أفق عام 2030 والتموقع ضمن سلسلة القيمة العالمية. شكل موضوع " إزالة الكربون كرافعة لتحقيق التنمية المستدامة" محور نقاشات خلال لقاء جمع الثلاثاء بالدار البيضاء بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) ونادي أرباب المقاولات فرنسا-المغرب. اللقاء الذي حضرته وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، شكل فرصة لرسم حصيلة مسار عمليات إزالة الكربون التي انخرط فيها كل من المغرب وفرنسا، في ظل أهداف التنمية المستدامة (ODD) ووفقا لتوجيهات الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وتوصيات النموذج التنموي الجديد. كما يتعلق الأمر، خلال هذا اللقاء، باستعراض الإصلاحات والمبادرات الرائدة التي اعتمدها المغرب في إطار استراتيجيته للتنمية المستدامة، ولا سيما المخطط الوطني للمناخ، لتحسيس أرباب المقاولات بشأن هذا الموضوع، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار الأخضر الموضوعة رهن إشارتهم من أجل ضمان انتقال شامل في أفق عام 2030. وبالمناسبة قالت بنعلي "إن عملية إزالة الكربون تعد أحد المجالات ذات الأولوية لإصلاح القطاع الطاقي، وهو موضوع الساعة للغاية بالنظر لارتفاع أسعار المواد الأولية، وتأثير ذلك بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد الوطني"، مضيفة "ننضم إلى الاتحاد العام لمقاولات المغرب من أجل تدراس الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب في مجال إزالة الكربون، والتي يجب تسريعها، عبر الإشراك الفعلي للقطاع الخاص، بهدف تحسين الشفافية حول تكاليف المعاملات الخدماتية وحول فرص الاستثمار". وفي تدخل له عبر تقنية التناظر المرئي، سلط وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، الضوء على المبادرات التي أطلقها المغرب لإزالة الكربون الخاص بالأنشطة الصناعي، مشيراً إلى أن الوزارة على استعداد لدعم مختلف المبادرات والمشاريع الكفيلة بإزالة الكربون لدى المقاولات الصناعية الصغرى والمتوسطة من خلال برنامج المواكبة "تطوير النمو الأخضر". وشدد الوزير على أهمية الاستقلال في المجال الطاقي، والذي يتحقق عبر تطوير مجالات ومنظومات جديدة، على غرار الصناعات المعتمدة أساسا على الطاقات الرياحية والشمسية والهيدروجين الأخضر. من جانبه، أكد رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب شكيب لعلج، أن رهانات إزالة الكربون تعد فرصة كبيرة من أجل نمو شركاتنا واقتصادنا بشكل عام"، مضيفا أن "هذا الموضوع له راهنينه حاليا في ضوء الارتفاع غير المسبوق لتكلفة الوقود الأحفوري . وقال "من خلال إزالة الكربون، نحن فائزون على أكثر من مستوى"، موضحا أن الاقتصاد منخفض الكربون يساهم في مكافحة التغيرات المناخية، وفي تقليص تكاليف عوامل الإنتاج من أجل تعزيز القدرة التنافسية للنسيج الصناعي. وذكر لعلج أنه من خلال العديد من المبادرات التي تم إطلاقها يمعية شركائه، فإن الاتحاد العام لمقاولات المغرب مصمم على مواكبة المقاولات المغربية من أجل إنجاح هذا الانتقال الذي سيسمح أيضا للمغرب بالتموضع ضمن سلاسل القيمة العالمية الجديدة. يشار إلى أن هذا اللقاء نظم من قبل الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالشراكة مع (MEDEF) بفرنسا/ Mouvement des Entreprises de France International، ونادي أرباب المقاولات فرنسا-المغرب، وZenata écocité، ومجموعة السويس للبيئة Suez، وبنك القرض العقاري والسياحي CIH.