الجالية الجزائرية بالمغرب قلقة من “دوام” القطيعة بين البلدين

المساء اليوم – متابعة:

ألقى التوتر التي تشهده العلاقات بين المغرب والجزائر بظلاله على الشعبين، فالمنحى التصعيدي الخطير في الأشهر الأخيرة، والذي أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والرباط غشت الماضي، جعل الجالية الجزائرية المُقيمة في المغرب، قلقة من أن يطول أمد الأزمة بحيث “تصبح أزمة دائمة، حسب صحيفة (La Croix) الفرنسية.

ففي تقرير بعنوان، (بين جزائريي المغرب.. معاناة وقلق القطيعة)، قالت الصحيفة إن الجزائريين المُقمين في المغرب طالما أحسوا بأنهم في بلد شقيق، لكن العديد منهم وبعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، يخشون من أن تُصبح أزمة دائمة، بعد قطع العلاقات وإغلاق الجزائر لمجالها الجوي أمام الطائرات المغربية.

ونقلت (La Croix) عن مواطنة جزائرية تعيش بالدار البيضاء، قولها “كنت سعيدة لأنني كنت أستطيع الذهاب إلى الجزائر في كثير من الأحيان لرؤية والدتي وأختي، اللتين تعرفان القليل جدًا عن ابنتي، “، لكن الجزائر أغلقت مجالها الجوي أمام الرحالات المباشرة مع المغرب ومددت تعليق الرحلات الجوية المرتبطة بوباء (كوفيد -19)، وهو وضع أقلق السيدة الجزائرية بسبب الخوف من حدوث أي مكروه لوالدتها في ظل غلق المجال الجوي.

وتابعت الصحيفة “العلاقات المتوترة بين الرباط والجزائر تعرف توترا مزمنا، لا زالت آثاره موجودة إلى الآن منذ حرب الرمال في أكتوبر 1963، وبعد المسيرة الخضراء في 1975، قامت الجزائر بطرد عشرات الآلاف من المغاربة العاملين والمُقيمين في الجزائر، لكن منذ نهاية 2020  فإن هذه التوترات باتت متكررة ومتصاعدة، خصوصاً بعد تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب”، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من الجزائريين المُقيمين بالمغرب، “حذرون ولا يرغبون الحديث في السياسة، هناك الكثير من الدعاية الإعلامية، خاصة عندما ترى حجم خطاب الكراهية والتحريض على شبكات التواصل الاجتماعية”.

ونقلت الصحيفة عن جزائرية مُقيمة في المغرب قولها، “ثقافتنا كجزائريين ومغاربة قريبة جدًا، كنت أرغب دائمًا في التركيز على هذا الأمر ونسيان السياسة، على الرغم من الصعوبات الإدارية التي تواجهها عندما لا تحمل الجنسية المغربية، لكني رغم ذلك لم أشعر قط بأني وحيدة في المغرب أو أني في بلد غريب، لكني لم أتخيل أبدا أن الصراع يُمكن أن يتصاعد ويصل إلى هذا الحد، لقد أصبحت الآن أفكر في الأسوأ، كما أن العديد من الجزائريين حولي لديهم نفس الشعور بالقلق و لا يسعنا إلا أن ننتظر ونأمل أن يهدأ الوضع”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )