المساء اليوم - أ. فلاح: لا تزال تفاعلات "الخطأ" الذي ارتكبته القناة التلفزيونية "مدي 1تيفي" مستمرة، خصوصا بعد انكشاف معطيات جديدة تورط المدير العام للقناة، حسن خيار، في نهج أسلوب المحسوبية في التعاطي مع المسؤولين عن ذلك الخطأ الذي أثار جدلا واسعا في الشارع المغربي. وكانت إدارة القناة خرجت في وقت سابق ببيان توضيحي يحتاج بدوره إلى توضيح، حول ظروف وملابسات الخطأ الذي ظهر على الشريط الإخباري لأحد البرامج في الأسبوع الأخير من شهر رمضان. ومن أبرز ما أشار إليه البيان هو أنه تمت معاقبة المسؤول أو المسؤولة عن الخطأ، مع التهديد باللجوء إلى القضاء في مواجهة المشككين في "الخطأ العفوي"! كما أن بيان قناة خيار أعلن عن فتح تحقيق بعد ثلاثة أيام كاملة من حدوث الخطأ، وهو ما أثار الكثير من الاستغراب، خصوصا وأن الوضع كان واضحا جدا لإدارة القناة بعد بضع دقائق من حدوث ذلك، وتسبب هذا التأخر الكبير في التوضيح في إثارة لغط كبير داخل المغرب وخارجه. غير أن أغرب ما تضمنه البيان هو الإشارة إلا أن الخطأ اقترفه "صحافي" قبيل لحظات من أذان المغرب، في تحميل المسؤولية بشكل غير مباشر لشهر رمضان..! لكن عددا من المعطيات التي تعتبر غاية في الأهمية لم يذكرها "البيان التوضيحي" لقناة حسن خيار، أهمها أن "الصحافية" التي ارتكبت الخطأ، وهي رئيسة تحرير تم توقيفها 3 أسابيع، لم تذق طعم الراحة طوال شهر رمضان، بما في ذلك حرمانها من أيام العطل الأسبوعية، حيث أثر هذا الإرهاق بشكل كبير على تركيزها، وهو أمر يتحمل مسؤوليته المدير العام للقناة. وتتساءل مصادر مطلعة كيف يجرؤ حسن خيار على معاقبة صحافية اشتغلت لشهر كامل من دون راحة، بينما المسؤول عن ذلك البرنامج الذي ظهر فيه الخطأ كان يشتغل عن بعد، وبالضبط في مدينته صفرو، والذي كان يتواصل مع معدي البرنامج عن طريق الهاتف..! وتضيف المصادر أن الصحافي المدلل، والذي يعتبر مقربا جدا من المدير العام حسن خيار، لم يشمله أي عقاب، رغم أنه المسؤول المباشر عن البرنامج الرمضاني. والمثير أن المسؤول الحقيقي عن الخطأ يتقاضى أزيد من 30 ألف درهم شهريا، ويغيب متى شاء ويحضر متى شاء، وهو ما أدى من قبل إلى حدوث أخطاء كثيرة في البرامج التي يشرف عليها، من دون أن يصله أي تنبيه من إدارة القناة. وتعاني قناة "مدي1 تيفي" من معضلة كبيرة وهي تردي مستواها المهني وطغيان الثرثرة على الكثير من برامجها وتحويل مذيعين فاشلين إلى أشباه نجوم واعتماد مبالغ فيه للرقابة الذاتية رغم أن القناة تعتبر، إلى حد ما، مستقلة ويفترض أن تتميز برامجها بمهنية أكبر.