خبراء يناقشون بالرباط دور الجماعات الترابية لمواجهة التحديات المناخية

المساء اليوم – الرباط:

ناقش خبراء ومهتمون موضوع تعزيز قدرات الجماعات الترابية في مواجهة التحديات المناخية، في لقاء انطلق أمس الاثنين بالرباط، بمبادرة من الأكاديمية الإفريقية للجماعات الترابية، والمعهد الوطني للتهيئة والتعمير.

ويتوخى هذا الاجتماع الذي يتواصل ليومين، تعزيز تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين مسؤولين وخبراء مغاربة وسنغاليين حول القضايا المتعلقة بالاحتباس الحراري، والتحديات البيئية، واستراتيجيات التكيف والتخفيف من آثارها.

وقال الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، جون بيير إيلونغ مباسي، إن تنظيم هذا الماستر كلاس بالمغرب يأتي بالنظر إلى التجربة “الغنية” التي راكمها المغرب في مجال إدماج قضايا المناخ في مخططات التنمية الترابية، مشددا على ضرورة التوجه إلى الجماعات الترابية “لتجذير هذه الثقافة وتطويرها”.

كما دعا إلى ضمان مواكبة حقيقية للجماعات الترابية حتى تنجح في هذا التحدي، وكذا تنفيذ استراتيجيات تولي أهمية بالغة للاعتبارات المناخية وتأثيراتها على الساكنة المحلية.

وأضاف أن “هذا اللقاء يعد فرصة مثالية للاستلهام من التجربة المغربية، والوقوف عن كثب عند سبل إدماج الانشغالات المناخية في مخططات التنمية بالجماعات الترابية السنغالية”.

من جانبه، أوضح رئيس جمعية عمداء السينغال، عمر با، أن هذه المبادرة تندرج في إطار مجهود جماعي لتعزيز التخطيط المناخي في النطاقات الترابية، وتشجيع التنمية المستدامة الدامجة، مضيفا أن المغرب قام بإصلاحات قانونية وتنظيمية ومالية تهدف إلى النهوض بإعداد تراب مبتكر.

وأشار في هذا الصدد، إلى أن المغرب قد رسخ نفسه كنموذج يحتذى به بفضل رؤية استراتيجية تجمع بين التحديث واحترام البيئة.

ودعا عمر با إلى تطوير بنية تحتية متكيفة مع التحديات البيئية، مشددا على ضرورة وضع قضايا الاستدامة وتثمين الموارد الطبيعية والتدبير الفعال للمناطق الحضرية وتشجيع الطاقات المتجددة، في صلب السياسات العمومية الترابية.

وشدد على أن “تأثير التغيرات المناخية يتطلب اليوم مقاربة متجددة تتأسس على الوقاية من المخاطر، والتخطيط الهيكلي، وتكييف السياسات المعمقة”.

من جانبه قال مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، عادل الزبادي، إن هذه التظاهرة تهدف إلى تكوين أطر الجماعات المحلية في السنغال، انسجاما مع الجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة لتعزيز علاقاتها مع شركائها في إفريقيا جنوب الصحراء، من خلال تعزيز التعاون والتضامن الإفريقي.

وأضاف أن الأمر يتعلق بتجسيد للتعاون جنوب – جنوب القائم على شراكة فعالة، وتكامل إقليمي وطيد واستخدام جماعي للموارد والتكنولوجيات الحديثة لمواجهة التحديات المشتركة، وخاصة التغيرات المناخية.

من جهتها، قالت عمدة بلدية غولف سود (السنغال)، خديجة ماهيكور ضيوف، إن هذا اللقاء يشكل فرصة للاستلهام من التجربة المغربية، مؤكدة أن السياق الحالي يفرض على الجماعات الترابية إدماج قضايا المناخ، خاصة في التنمية الترابية.

وقالت “نحن بصدد بلورة مخططات تنموية تحترم قضايا البيئة، والطاقة، التي لم يعد من الممكن تجاهلها في مختلف النطاقات الترابية التي نتشرف بإدارتها”.

وبعدما أشادت ببعد التدريب الترابي، أضافت أن الأمر يتعلق بأداة مصممة لإدماج التخفيف من آثار المناخ بشكل أفضل في مختلف مشاريع التنمية المستدامة المتوخاة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )