المساء اليوم: مدينة سطات من بين المدن المغربية القليلة التي تنطبق عليها مقولة "الغائب الحاضر"، فهي الحاضرة في الواقع والخارطة، الغائبة في الحضور والتأثير. وربما من ألمع فترات مدينة سطات يوم كان ابنها، وزير الداخلية الراحل، إدريس البصري، في أوج قوته، فكانت سطات في أوج لمعانها..، وكل سطاتي وقتها، كأن يقعد له ويقام. كذلك كانت سطات على كل لسان يوم كان يمثلها في دوري كرة القدم فريق النهضة السطاتية، الذي أنجب الكثير من اللاعبين البارزين، والذى غذى المنتخب المغربي بكثير من الأسماء.. لكن دوام الحال من المحال. توجد سطات في المركز الرئيسي لمجموع منطقة الشاوية، تتوسطها القصبة الإسماعيلية الموجودة فوق أرض المزامزة، حيث تجاورها قبيلتان ظلتا منذ القدم مرتبطتين بالمدينة سياسيا واقتصاديا هما: قبيلة أولاد سيدي بنداود، وقبيلة أولاد بوزيري، بالإضافة إلى قبيلة أولاد سعيد. احتضنت هذه المنطقة خلال العصور الوسطى والحديثة العديد من المدن التي اندثرت الآن، وكان بعضها يشكل مراكز هامة في الشبكة الحضرية "لإمارة برغواطة" التي حدد الحسن الوزاني عددها في أربعين مدينة وثلاثمائة قرية. ومن أشهر المراكز الحضرية التاريخية للمنطقة مدينة تامسنا الأزلية. أصبحت مدينة سطات مركزا إداريا في بداية القرن الثالث عشر، بسبب موقعها الاستراتيجي كممر لا مفر منه بين الجنوب والشمال. وبفضل ثراء التربة ازدهرت المنطقة و معها المدينة، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أضحت مركزا هاما لتجارة المنتجات الزراعية، وجذب السكان للعمل في المشاريع الخاصة. كما استقر بها عدد مهم من المغاربة اليهود خلال القرن التاسع عشر وبنوا حيا خاصا بهم، الملاح، على حافة القصبة، لكن تطور المدينة تعطل في بداية القرن العشرين. تحت الحماية الفرنسية، شهدت مدينة سطات تنمية حضرية لم يسبق لها مثيل، كما يدل على ذلك الطفرة السكانية التي عرفت من عام 1913 إلى عام 1925 وجددت كذلك مع ماضيها التجاري. وترتبط سطات و الدار البيضاء منذ عام 2001 عن طريق الطريق السريع ( 70 كم) A7 و مراكش ( 146 كم) منذ عام 2007.