المساء اليوم - أ. فلاح: بعدما سقط "كراكوز" العمدة بسنتين ونصف سجنا نافذا.. متى يسقط العمدة نفسه، منير ليموري، الذي يعتبر المحرض الفعلي على الأفعال الإجرامية التي اقترفها مستشاره الخاص حسن المزدوجي..!؟ وكانت المحكمة الابتدائية بطنجة، أدانت، بعد جلسة مطولة الأربعاء، المدعو حسن المزدوجي، عضو الكتابة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة والمستشار الخاص لعمدة طنجة، بسنتين ونصف سجنا نافذا، فيما قرر المشتكون استئناف الحكم لرفع العقوبة الحبسية نظرا للأفعال الإجرامية الخطيرة التي اقترفها المزدوجي. وكان الرأي العام المحلي والوطني، تابع باهتمام كبير فصول فضيحة "منير مون بيبي"، في إحالة على فضيحة "حمزة مون بيبي" الشهيرة، غير أن فضيحة عمدة طنجة ومستشاره فاقت بسنوات ضوئية فضيحة دنيا باطمة ومن معها. وكان المدعو حسن المزدوجي، المعلم المتقاعد، بدأ منذ عدة أشهر، وتحت عيون عمدة طنجة، الإسكافي السابق منير ليموري، حملة مسعورة للسب والقذف والنهش في الأعراض في حق كل من ينتقد طريقة العمدة لشؤون المدينة، واعتبر مراقبون ما جرى فضيحة غير مسبوقة في تاريخ الحياة السياسية بالمغرب، على اعتبار أن ما جرى لا يمكن أن تقوم به حتى الشبكات المافيوزية، فبالأحرى عمدة طنجة ومستشاره الخاص، وهما معا من حزب الأصالة والمعاصرة. وعلى الرغم من أن هذا الحكم شكل صدمة للإسكافي السابق منير ليموري، ولعدد من رموز حزب الأصالة والمعاصرة في الشمال خصوصا، إلا أن الرأي العام لا يزال يتابع باهتمام هذا الملف، على اعتبار أن عمدة طنجة هو أيضا مشتكى به، وقد تكشف الأيام المقبلة عن مفاجآت كبيرة. فبالإضافة إلا أن التهم تشير مباشرة نحو ليموري كونه المحرض على هذه الأفعال الإجرامية، فإن العمدة مشتكى به أيضا كونه هو من أمر المدعو المزدوجي بدفع شيك لمؤسسة فندقية شهيرة بطنجة، وتبين بعدها أن الشيك بدون رصيد! كما أن عمدة طنجة متهم بتمويل مهرجان خارج تراب المدينة، وهو مهرجان "ماطا" بالعرائش يرعاه المدعو نبيل بركة، زوج فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة ما يسمى القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة. وشكلت هذه الإدانة أيضا ضربة لما يسمى "الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات"، التي يرأسها أيضا منير ليموري، والتي يرى مراقبون أنه ينبغي حلها لأنها صارت مرتبطة بقوة بفضيحة "منير مون بيبي"، كما أنها تشكل استنزافا غير مبرر للمال العام ولا دور لها على الإطلاق، ويستغلها ليموري للقيام بأسفار كثيرة وتافهة، في وقت يحاول فيه المغرب ترشيد النفقات في ظل هشاشة اجتماعية متصاعدة. وينتظر الرأي العام الآن ما يمكن أن تقوم به القيادة المركزية لحزب "الأصالة والمعاصرة"، على رأسها فاطمة الزهراء المنصوري، والتي فضلت لمدة طويلة دفن رأسها في الرمال والتظاهر بأن لا شيء يحدث. ويصف متابعون ما تقوم به المنصوري حاليا على رأس الحزب بأنها تكتفي بتكديس أزبال الحزب تحت مقعدها، عوض أن تعمل على تنظيف الحزب من الفساد والمفسدين والمافيوزيين. وكانت التنسيقية الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة بالشمال، برئاسة عبد اللطيف الغلبزوري، قررت مؤخرا تجميد عضوية السجين حسن المزدوجي، بعد إدانته بالسجن النافذ، وهو ما اعتبر قرارا جبانا وغير ذي معنى لأن المنسق الجهوي كان يجب أن يتمتع ببعض الشجاعة ويجمد عضوية المدعو المزدوجي عندما كان يكتب تدويناته الإجرامية، تحت إشراف العمدة، ضد صحافيين ورجال أعمال ونساء ومؤسسات اقتصادية وطنية.