شكرا لتقرير الفيفا.. لقد فضح كل شيء!

جلول بنعويشة

ينبغي التقدم بالشكر الجزيل لتقرير الفيفا الذي كان متوقعا، ومخيفا أيضا، فمدينة طنجة تحتل المرتبة الأخيرة من بين كل المدن المغربية المحتضنة للمونديال.
لكن لماذا؟
ترقبوا المكاشفة والمعنى الحقيقي للمسؤولية لأن طنجة تتخبط في العشوائية، تتخبط في الكواليس وثقافة المقاهي الخاوية، تعيش أسوء وضع مع مجلس جماعي أضحى عمدتها أخيرا ملقبا بالكاسك او الكاركسة، بسبب تطبيقه مقولة ” أنا ومن بعدي الطوفان “.
أما السيد الوالي فيطبق مقولة “حشومة مرات الشيطان” في زمن أضحى الفاعلون يتذكرون حنين الأيام مع أصحاب البوليتيكنيك، مثل الوالي اليعقوبي وكذا مدمر ضريح سيدي عبد الرحمان بالدارالبيضاء الوالي المهيدية..!
طنجة تعاني الاكتظاظ الرهيب، هذا شيء حقيقي، ومعناه أنه لم يتحقق أي شيء بالأنفاق وتوسيع الطرقات وشق أهرى جديدة. ازدحام طنجة بلا مثيل.
طنجة تفتقر للملاعب، فعلا، ففريقها الأول، ومنذ إغلاق ملعب ابن بطوطة الدولي استعدادا لكأس العالم،  لا يوجد ملعب أخر يعوضه منذ نهاية أسطورة ملعب مرشان، وهذا في حد ذاته مبعث سخرية في مدينة قيل عنها إنها القطب الاقتصادي الثاني في المملكة.
طنجة تفتقر للمراحيض، يكفينا فضيحة 2008 والتي جعلتنا نفقد تنظيم معرض 2012 بسبب مسؤولة اللجنة المشرفة على اختيار المدينة المنظمة للإكسبو،  والتي أرادت مرحاضا عموميا لقضاء حاجتها، متخيلة نفسها في العاصمة الفلبينية مانيلا، حتى لا نقارن المشهد بكبريات المدن العالمية المتحضرة، لتجد رجل السلطة “سي لمقدم” يذهب بها خلسة إلى مرحاض إحدى المقاهي الشعبية في ساحة المسيرة الخضراء. للأسف لو دخل المقدم سوق راسو لكان ممكنا للحلم أن يصبح حقيقة، لكنه أضاع فرصة ثمينة على مدينة طنجة، وطنجة ضيعت حلما كبيرا على نفسها لأنها أرادت احتضان تظاهرة عالمية كبرى من دون مراحيض عمومية.
رخص العقار أغلقت على طنجة كل المنافذ لتصبح مشروع المدينة الذكية، حتى مشروع طنجة الكبرى الذي يترجم الرؤية الملكية لتطوير وتحديث حاضرة البوغاز أصبح بعيد المنال بسبب عدم ظهور نتائج إيجابية له في البنية التحتية للمدينة التي تتوقف الحركة فيها نهائيا في أول مدار طرقي.. في الشتاء وليس في الصيف!
فهل التناطح السياسي، وكلام الحمام الفايسبوكي، والفاعلين الجمعويين البراغماتيين، إلى جانب فضيحة “منير مون بيبي” وإرث مداويخ العدالة والتنمية، إلى جانب الوالي الحشومي، وفساد القياد والمقدمية تحت اشراف الباشوات وزيد وزيد … هم السبب في الفضيحة المدوية هاته.
ترى من سيكون كبش الفداء؟ فإلى الأمام مديرية جرائم الاموال العامة، الى العلا أيها المجلس الأعلى للحسابات، إلى المجد سيد عبد الوافي لفتيت، الى الاستقلالية أيها القضاء.
كفانا عبثا بمدينة طنجة،  فإنها كبيرة على الجميع وليست البقرة الحلوب…. نعلم أن الكثيرين لن يعحبهم كلامنا لأنهم لا يحبون النقد البناء، يحبون الهدم فقط، لكن المغاربة الحقيقيين هم جنود يدافعون عن صورة بلدهم المغرب، وينفذون الأوامر الملكية بضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة.
لن نقف مكتوفي الايدي بعد تكرار فضيحة الإكسبو 2012، لكن هذه المرة كانت الفضيحة بجلاجل.
قديما قال أحد الجنود الألمان بعد معركة ستالينغراد في الحرب العالميه الثانيه “الموتى محظوظون، فبالنسبة اليهم انتهى كل شيء”.
فاللهم ارحم موتانا جميعا لأنهم لم يحضروا هذه الكارثة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )