شكيـب بنمـوسى: ذو النكبتيـن..!

المساء اليوم:

كثيرا ما يردد المغاربة عبارة بليغة وهي “من الخيمة خرج مايل”.. أي أن الذي يسقط عن فرسه بعد حين كان في الأصل راكبا بشكل معوج وسقوطه مسألة وقت ليس إلا..

التعليم في المغرب من الخيمة خرج مايل.. بل مايل جدا، وما نراه اليوم هو فقط تحصيل حاصل لعقود طويلة من العشوائية و”التخربيق” والتلاعب بمصير أمة بكاملها، لذلك من الطبيعي أن نرى في النهاية نقابات سادية برؤوس انتحارية تقضي على البقية الباقية من هذا التعليم المتهالك، ووزارة تتصرف بضعف مزمن وكأن الأمر يجري في جزر الوقواق بينما ملايين التلاميذ المغاربة تحولوا إلى دروع بشرية لنقابات مجنونة ووزارة تائهة وحكومة مصابة بالرعاش.

لن نلوم كثيرا الوزير شكيب بنموسى لأنه جيء به إلى هذا القطاع فيما يشبه وزارة ريع، ثم زادوه قطاع الرياضة فاستحق بحق لقب الوزير ذي النكبتين، نكبة التعليم ونكبة الرياضة، وزير ينطبق عليه المثل المغربي العميق: ما قدو فيل زادوه فيلة..!

هذا الإضراب العبثي المستمر يضرب في الصميم حقوق ملايين التلاميذ المغاربة في التعلم، وهو حق ذهب أدراج الرياح لأن هؤلاء التافهين من النقابيين وتوابعهم يلهثون وراء حفنة من الدراهم ويسمون ذلك “كرامة الأستاذ”، وبذلك تحولت النقابات إلى مجرد شبكات لمراكمة الفساد والريع واحتضان الفاسدين، عوض الدفاع عن حقوق الأساتذة والتلاميذ معا، لأن حقوق الطرفين غير قابلة للفصل، لكن للأسف فإن الضعف الكارثي لوزير التعليم جعل حفنة من النقابات الانتهازية تقود مستقبل التعليم إلى كارثة محققة.

سنضطر مرة أخرى للقول إننا لا نعمم، وأن عقلاء هذا القطاع لا يزالون موجودين، لكن أين هم؟ ولماذا تركوا جيشا من الحمقى يقودون البلاد نحو سكتة قلبية تعليمية!؟

تمنينا لو أن رجلا أكثر صرامة يقود هذا القطاع، كما كان من قبل محمد الوفا ومحمد حصاد وغيرهما، لكن لوبي الفساد داخل قطاع التعليم يريد وزيرا ضعيفا، ليس فقط من أجل جعله حائطا قصيرا، بل من أجل التغطية على مظاهر الفساد الخطيرة التي تنخر هذا القطاع منذ سنوات طويلة، وهذه النقابات جزء رئيسي من هذا الفساد..  بل هي الجزء الأكبر.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )