صبرا على النكبات.. فالتعديلات الحكومية “وشيكة”..!؟

عبد الله الدامون

damounus@yahoo.com

هذه الأيام عاد الحديث مجددا عن تعديلات حكومية وشيكة، وكلمة “وشيكة” سمعناها أكثر من عشرين مرة منذ انتخابات شتنبر 2021.

المثير أن الحديث عن التعديلات الحكومية يقفز إلى السطح في مناسبات معينة فقط. فعندما تقفز الأسعار إلى السماء بشكل جنوني يعود الحديث عن التعديلات الحكومية. وعندما تنفجر فضائح الفساد بين المسؤولين والمنتخبين يسمع المغاربة مجددا عن التعديلات الحكومية. وعندما تتوالى الخيبات في كل المجالات يعود الحديث عن هذه التعديلات التي صارت مثل أرنب يخرجه ساحر من القبعة لكي ينسى الناس أحزانهم ويغرقوا في الحديث عن التعديلات الحكومية التي ستخرجهم من الظلمات إلى النور.

وهذه الأيام عاد الحديث مجددا عن التعديلات الحكومية مباشرة بعد الفشل الرياضي الذريع في أولمبياد باريس. لقد اكتشف الناس فجأة أن هناك الكثير من الجامعات الملكية في رياضات كثيرة، وعلى رأس كل منها فرعون صغير ببطن كبير ينام على كنز علي بابا، وبعد كل أولمبياد تكون النتيجة صفر ميداليات، بينما ملايير كثيرة من أموال الشعب تذهب أدراج الرياح.

اكتشفنا جامعات لم نكن نسمع بها من قبل كأنها أعشاش سرية لأفاعي سامة، لا أحد يعرف مكانها ولا أحد يقترب منها، والغريب أنها كلها تحمل اسم “ملكية”، وكأنها وحدها ملكية بينما الشعب جمهوري..!

هذه الجامعات “الملكية” تمارس لصوصية حقيقية في حق المال العام، ورؤساؤها ينبغي محاكمتهم وليس فقط إعفاءهم. لكن هل سمعتم، إلى حد الآن، أنه تم إعفاء رئيس جامعة وهمية!؟ أبدا.. ولن يحدث ذلك.. لكننا سنستمر في التساؤل: أين الثروة..!؟

هذه الجامعات تشبه عددا كبيرا من السفارات المغربية في الخارج. إنها تعطى مثل “كريمة” طاكسي أو “كار” وتستنزف الكثير من المال العام بينما السفراء يعتبرونها تركة خاصة، أما الوطن فله رب يحميه.

الحديث عن التعديلات الحكومية عاد، أيضا، إلى الواجهة هذه الأيام لسبب أخر، وهو اشتعال النيران مجددا في أسعار الخضر والفواكه، التي وصلت مستويات قياسية في وقت يحار الناس حول أية حرارة سيتحملون، حرارة الجو أم حرارة الأسعار، أم هما معا.

اشتعال النار في الأسعار جاء بعد أن قررت موريتانيا إلغاء الضرائب المفروضة سابقا على الصادرات المغربية من الخضر والفواكه، فاصطفت مجددا مئات الشاحنات التي تحمل الخضار والفواكه ومختلف المنتجات المغربية إلى بلدان إفريقيا الفقيرة، وتحول معبر الكركرات إلى ما يشبه معبر سبتة ومليلية..!!

نريد معرفة سر هذا الحماس المذهل في تهريب أقوات المغاربة نحو الأسواق الإفريقية.. ثم ماذا تحمل هذه الشاحنات إلى المغرب خلال عودتها.. هل تحمل اللويز مثلا..!؟

عموما.. يجب أن تكون متفائلين وننسى كل همومنا ومصائبنا وننتظر التعديلات الحكومية “الوشيكة”، فهي التي ستحمل العز والازدهار والأمطار والدلاح الحلو لهذا البلد، وتجعل هذا الشعب المكتئب يرقص ليل نهار من فرط السعادة.

ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )