المساء اليوم - تطوان: لا تزال الصدمة مستبدة بعدد كبير من زبناء بنك "الاتحاد المغربي للأبناك"، بعد انكشاف اختلاسات متتالية بفرع تطوان قد تكون وصلت حتى الآن إلى أزيد من 18 مليار سنتيم. ورغم التطمينات القوية التي خرج بها مسؤولو هذا البنك للزبناء، إلا أن هناك تخوفات من احتمال إعلان البنك لصعوبات مالية بسبب هذه الاختلاسات، وهو ما يعني حدوث إضرار حقيقي في القطاع البنكي المغربي، والذي سيؤدي إلى تضرر كبير لسمعة القطاع البنكي في المغرب. وكانت عمليات تقصي داخل الاتحاد المغربي للأبناك كشفت مؤخرا عن اختلاسات بالملايير بطلها مسؤول للفرع الجهوي بتطوان، وهو دنيال زيوزيو، 55 سنة، والذي يعتبر واحدا من أغنياء تطوان ويملك عقارات كثيرة بالمدينة وخارجها. وما يغذي تخوف الزبائن هو أن "الاتحاد المغربي للأبناك" لا يعتبر بنكا كبيرا بالمقاييس الوطنية، لذلك فإن هذه الكمية من الأموال المنهوبة قد تؤثر على أدائه. وكان الكثير من زبناء هذا البنك تجمعوا، الخميس، حول مقره الجهوي بتطوان، من أجل الاطمئنان على ودائعهم، ومباشرة بعدها أصدر البنك بيانا يؤكد فيه أن "ودائع الزبناء مضمونة". غير أن التخوفات لا تقتصر على فرع البنك بتطوان، بل تمتد إلى مختلف فروع البنك بجهات المغرب، حيث يسود قلق بين الزبناء الذين يريدون ضمانات فعلية على سلامة ودائعهم المالية. وتعمل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حاليا على إجراء تحقيقات معمقة فيما جرى، والكشف عن متواطئين محتملين، حيث تم إلى حد الآن الكشف عن ثلاثة رؤوس متواطئة، فيما يحتمل وجود متواطئين من خارج وكالة تطوان. ووفق مصادر "المساء اليوم" فإن حجم الاختلاسات قد تكون وصلت إلى رقم قياسي، كما أنه من غير المعروف الوجهة التي سلكتها تلك الأموال. كما تسود تخوفات من إمكانية تهريب جزء كبير من الأموال المختلسة إلى خارج المغرب، سواء بطرق مباشرة أو عبر التحويلات المالية الدولية، وهو ما سيعقد مسألة استرجاعها في حال الكشف عن مآلها. وتضيف المصادر أن المختلس، أو المختلسين، كانوا يسحبون الأموال من حسابات يتم اختيارها بطريقة عشوائية، حيث يمكن لبعض الحسابات أن تكون قد اختفت ودائعها بالكامل. ويتحدث عدد من الضحايا عن اختفاء شبه كامل لودائعهم المالية، خصوصا من أصحاب الودائع التي تقارب المليون درهم أو أقل، حيث تبقت منها فقط بضعة آلاف من الدراهم. ويتداول الشارع التطواني حكايات مثيرة عن المتهم الأول بالاختلاس، دنيال زيوزيو، وهو أحد أثرياء المدينة، ونائب لعمدة تطوان، وينتمي حاليا لحزب الاستقلال بعد انسحابه من حزب العدالة والتنمية قبيل انتخابات شتنبر 2021. ويتوفر المتهم على عدة عقارات فارهة بشاطئ تطوان، كما يتوفر على سكن شخصي عبارة عن فيلا فارعة، وله منصب وظيفي بارز، وقضى قرابة 20 عاما ضمن أبرز وجوه المكتب المسير لفريق المغرب التطواني، كما أن زوجته تعتبر من الوجوه النسائية الثرية بالمدينة.