عبد الإله مول الحوت.. يضع الله سره في أضعف خلقه..!

المساء اليوم – ح. اعديل:

حكومة من أربعين وزيرا وبرلمانان من 600 نائب ومجالس منتخبة بعشرات الآلاف من المنتخبين وجمعيات بمئات الآلاف من الأعضاء وصحافة ومواقع التواصل وغير ذلك، كل هؤلاء لم يستطيعوا، على مدى سنوات طويلة، من زعزعة لوبيات “الشناقة” في البلاد، والتي أصبحت بمثابة مافيا خطيرة تهدد السلم الاجتماعي.

وعندما ظهر الشاب المراكشي، المرح قولا وفعلا، عبد الإله، وخلخل أسعار السمك بالبلاد عبر وصفة بسيطة، فإن لوبي الحوت في البلاد اهتز عن بكرة أبيه، ومعه اهتزت لوبسات مثيرة ما لا حياة المغاربة إلى جحيم حقيقي.

تفاصيل الحكاية يعرفها كل المغاربة، لذلك يهمنا هنا التركيز على اللوبيات التي هزها عبد الإله من جذورها، إلى درجة أن السلطات، وهذا شيء مشين جدا، بادرت إلى إغلاق متجره ومنع أنشطته التجارية، قبل أن يتم تدارك الموقف.

يهمنا هنا التركيز على هذا الأمر، وهو قيام السلطات بزجر شاب طموح يبيع السمك بسعر رخيص.. هل يعقل أن السلطة، التي تمثل الدولة، تتحرك عن بكرة أبيها لمطاردة شاب كل ذنبه أنه يبيع للناس سمكا بسعر أرخص..!؟ هذه واحدة من عجائب الدنيا.. ولولا القرار العاقل والسريع لتدارك الموقف لصار العالم يضحك علينا حتى تظهر أضراسه..!

أجمل ما في مبادرة الشاب المراكشي هو أنه لم يزعزع فقط لوبيات السمك، الذي انخفض سعره فجأة إلى أقل من النصف في كل مناطق المغرب، بل زعزع كل اللوبيات الباقية، وعلى رأسها لوبي الخضر والفواكه، حيث لوحظ مؤخرا انخفاض واضح في أسعارها بمختلف مناطق البلاد.

إنه شاب في العشرين وكأن عمره ألف سنة، شاب بسيط وعفوي وبابتسامة تبدو ساذجة، لكنه الأذكى والأفضل، شاب لا يبدو أنه سيتوقف قريبا، وسيمتد تأثيره إلى قطاعات كثيرة، وسينال الكثير من الرضا والدعوات في هذه الأيام المباركة.

ما قام به الشاب عبد الإله يجب أن يشكل نقطة اللاعودة، لأنه يجب الإطاحة بكل لوبيات “الشناقة” في كل القطاعات، والتي صارت تهدد السلم الاجتماعي وتتحكم في دواليب كثيرة، لوبيات تتفوق على المافيا في عبثها وجشعها ووحشيتها.

لكن عبد الإله لا ينبغي أن يستمر لوحده، فالمغاربة مطالبون بالوقوف، كرجل واحد، في وجه وحشية “الشناقة، وإعادتهم إلى حجمهم الطبيعي، وتسميتهم بالإسم الذي يستحقونه..  وهو اللصوص. أو الجرذان التي تعتاش على دماء المغاربة.

تحية لهذا الولد، والله يضع سره في أضعف خلقه.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )