المساء اليوم - أ. فلاح: في حادث هو الأول من نوعه على مدى عقود، غابت كل القنوات التلفزيونية الرسمية النابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون عن ذكرى 9 أبريل، التي تخلد زيارة السلطان محمد الخامس لطنجة وإلقائه الخطاب الشهير الذي طالب فيه باستقلال المغرب. وعلى الرغم من أن هذه الذكرى تحظى باهتمام بالغ محليا ووطنيا، إلا أن الحاضرين فوجئوا بغياب القنوات التلفزيونية التابعة لفيصل العرايشي، وهو ما أثار موجة من التساؤلات حول هذه السابقة التي وصفها متابعون بأنها فضيحة. وكان أبرز المتفاجئين من هذا الغياب المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، الذي انتقل من الرباط إلى طنجة، مع عدد من مساعديه، لحضور هذه المناسبة، كما يفعل كل سنة. غير أن الكثيري ووالي طنجة وعدد من الوجوه البارزة فوجئوا بغياب قنوات القطب العمومي، في وقت كان محاطا فقط بعدد من كاميرات المواقع الإلكترونية المحلية. وبدا الكثيري مرتبكا بينما كان يدلي بتصريحات صحفية لمواقع إلكترونية، وكان مساعدوه يتساءلون عن قنوات تلفزيونية عمومية تعود الكثيري على الإدلاء لها بتصريحات رسمية. كما بدا لافتا غياب قناة "مدي1 تيفي"، التي يوجد مقرها في طنجة، والتي تعتمد في سياستها التحريرية على مبدأ القرب، وهو شيء لا يجد له تفسيرا منطقيا. كما أن مكتب القناة الثانية "دوزيم" لا يبعد سوى بمسافة قليلة عن مكان تخليد الذكرى في ساحة 9 ابريل "السوق البراني"، غير أنها غابت بدورها عن الحدث. أما القناة الاولى فتتوفر بدورها على مكتب بطنجة وتطوان، ولم يحضر أي مراسل لها لمكان تخليد الذكرى. ويتساءل متابعون إن كانت مقاييس فيصل العرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، تختلف عن المقاييس المعمول بها في مجال الإعلام، وهو ما يجعل الكاميرات التابعة لقنواته تتابع الكثير من الملتقيات والأحداث التافهة، وتغيب عن ذكرى تعتبر المفتاح الفعلي لبدء عملية تحرير المغرب من الاستعمار الفرنسي والإسباني. يذكر أن فيصل العرايشي قضى في منصبه الحالي ربع قرن، ويعاني الإعلام العمومي في عهده ترديا مهولا، في وقت لا تبدو أية مؤشرات في الأفق على أن هذا القطاع يمكنه أن يتطور قريبا، أو يخرح، على الأقل، من حالة الجمود المرعبة.