مدير “صندوق العجب”.. يفشل.. ويتوعد!

المساء اليوم – هيئة التحرير:

إذا كان من شيء يمكن أن يقوم به مدير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حسن بوبريك، فهو أن يقدم استقالته فورا ومن غير تردد، وليس إصدار البيانات العنترية التي يحاول من ورائها إخفاء فشله الذريع وفضيحته المدوية.

فشل إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لم تظهر فقط عقب الهجوم السيبراني الأخير على معطياته، بل هو صندوق فاشل من الأساس، وعوض أن يكون في خدمة المواطنين فإنه تحول إلى تعذيب المواطنين وتحويل حياتهم إلى قطعة من الجحيم.

وفي كل المدن المغربية، بلا استثناء، يشتكي الناس من المعاملات الإدارية الخشنة لموظفي هذه الإدارة، إلى درجة أن معاملة إدارية بسيطة تتطلب الانتظار لساعات طويلة، قد تتجاوز الأربع ساعات.

هناك أيضا الفظاظة في التعامل مع المواطنين الذين يملؤون هذه الصناديق خلال عمرهم الطويل من الكد والعمل، وفجأة يتحولون إلى أشباه متسولين ويتم التعامل معهم بكثير من الاحتقار والفظاظة.

مشكلة مسؤولي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أنهم صاروا يعتبرون أنفسهم فوق كل القوانين، ولا نعرف أسرار هذا الإحساس الغريب، لكن يبدو أن وصايتهم على أرزاق بسطاء المغاربة جعلتهم يعتقدون أنفسهم أشباه النبي يوسف الذين يخزنون زرع السنوات السمان للأيام العجاف..!

هل يجب التذكير بالفضيحة المجلجلة لهذا الصندوق مع مديره العام رفيق الحداوي ومن معه، والذين “لهفوا”، على مدى عقدين فقط، أموالا خرافية وصلت 115 مليار درهم. هل لا يزال من يتذكر هذه الفضيحة..!؟ تقريبا لا أحد.

ما يجب على مسؤولي هذا الصندوق فعله هو أن يخرجوا من صندوق الغرور والعجرفة ويكشفوا للمغاربة الحقائق عوض ترك الشائعات تتناسل، خصوصا وأنهم تحدثوا في البيان العنتري عن “الطابع المضلل والمعلومات المبتورة بشأن بعض الوثائق المسربة، المنسوبة إلى الهجوم السيبراني، والتي تم تداولها على منصات للتواصل الاجتماعي”، لهذا السبب يجب على الإدارة تقديم الحقائق كاملة، وفي أسرع وقت حتى توقف الشائعات.

كما يجب على إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الاعتراف بأنها لم تستطع حماية معطياتها من الهجمات السيبرانية، وهذا في حد ذاته فشل يتطلب المحاسبة، وليس إلقاء اللوم على جهات غامضة وتهديد من يتحدث عن الموضوع.

عموما، قالت إدارة الصندوق إنها فتحت تحقيقا فوريا فيما جرى، ونتمنى ألا يكون التحقيق مجرد فذلكة تكتيكية لجعل الناس ينسون ما جرى مع مرور الأيام، كما تم نسيان أشياء كثيرة.

وحتى الآن، فإن من ينبغي أن يتحلى باليقظة وحس المسؤولية هي إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أما المواطنون فإنهم يتحلون بصبر جامد منذ سنوات طويلة جدا في تعاملهم مع “صندوق العجب” هذا…!

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )