مهيدية أفضل والي.. لكن في الإمارات..!

عبد الله الدامون

damounus@yahoo.com

في أسبوع واحد تداول الناس 3 أخبار يبدو ألا علاقة لأحدها بالآخر، الأول “فوز” والي الدار البيضاء، محمد مهيدية،  بلقب “أحسن وال”، والخبر الثاني حصول مدينة طنجة على أضعف تقييم من بين المدن المرشحة لاستضافة مونديال 2030، والخبر الثالث تعرض دبلوماسي روسي لاعتداء من طرف محسوبين على قطاع سيارات الأجرة بالدار البيضاء.

خبر فوز والي، كيفما كان، بلقب “الأفضل” مثير فعلا للاستغراب، لأن لا أحد كان يتوقع أن يدخل الولاة ورجال السلطة عموما سباق الجوائز وكأنهم ينافسون الممثلين والفنانين والمخرجين، لكن ذلك ما وقع، وفاز مهيدية، والي جهة الدار البيضاء -سطات، بجائزة أفضل والي على صعيد المنطقة العربية في مسابقة جرت أطوارها بالإمارات العربية المتحدة.

صحيح أن هذه التظاهرة منحت الكثير من الألقاب للكثيرين، لكن من غير الطبيعي أن تمنح الألقاب للمسؤولين والولاة وغيرهم، فهذا نفاق فاقع ليس هدفه التشجيع، بل هدفه التلميع، وأكثر من هذا أنه لا يوجد مواطن مغربي واحد في “لجنة التحكيم”.. إن وجدت أصلا..!.

ومن سوء حظ الوالي مهيدية، الذي قبض الجائزة نيابة عنه سفير المغرب بمصر، أنه بعد أيام قليلة فقط من حصوله على لقب “أفضل والي” تفجرت في الدار البيضاء فضيحة مجلجلة حين تعرض دبلوماسي روسي لاعتداء في منتصف الليل، هو وزوجته، من طرف محسوبين على قطاع سيارات الأجرة الحمراء في أكبر مدينة بالمغرب.

أما السبب وراء هذا الحادث العجيب فهو امتطاء الدبلوماسي الروسي سيارة نقل طلبها عبر تطبيق على الأنترنيت، وهو ما يعرف بالنقل الذكي، والمثير أن هذا التطبيق روسي الجنسية، أي أن السفير أراد تشجيع استثمارات بلاده في المغرب، لكن النتيجة كانت صادمة حين اعترض سيارته رهط من المحسوبين على سيارات الأجرة وأشبعوا الجميع سبا وشتما، وربما اعتداء جسديا، والتحقيق لا يزال جاريا في هذه القضية التي مرغت سمعة “بلد مونديال 2030” في الوحل.

الخبر الآخر هو ما تم تداوله من حصول مدينة طنجة على أسوأ تقييم من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” من بين كل المدن المرشحة لاحتضان مباريات مونديال 2030، وهذه مسألة “خايبة حتى للمعاودة”، لأن مهيدية كان واليا على طنجة لمدة تقارب 6 سنوات، وتم تعيينه حديثا واليا على الدار البيضاء، أي أن آثاره لا تزال طرية على طنجة، لذلك إذا كان الأشقاء في الإمارات منحوا جائزة أفضل والي لمهيدية، فكان يجب أن يفكروا في ولايته على طنجة وليس على الدار البيضاء..!

نعود فقط للإخوة في الإمارات، الذين يعشقون منح الجوائز من كل الأصناف، والتي منحوا واحدة منها لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، ونهمس في آذانهم: تقييم عمل المسؤولين، سواء كانوا مغاربة أو من بلدان أخرى، لستم أنتم من يقررها، بل المواطن العادي هو الذي يقرر إن كان مسؤول ما يستحق جائزة الأفضل أو الأسوأ.

كما أن الأشقاء في الإمارات لا يعرفون المشاكل الحقيقية للدار البيضاء أو طنجة أو وجدة أو مراكش وغيرها، المواطنون المغاربة وحدهم من يحق لهم حق تقييم عمل مسؤليهم ووزرائهم ومنتخبيهم، وكل جوائز الدنيا لن تزن ذرة في ميزان الواقع.

نعرف أن مثل هذه الجوائز تم ابتكارها فقط للمجاملة وجبر الخواطر، وقد يقول من ابتكرها إنها من أجل التشجيع والتحفيز، لكن التحفيز يكون بطريقة مختلفة تماما، حيث ينبغي تحفيز مسؤولين مغمورين يعملون بصمت وبدون بهرجة ولا كاميرات ولا بروتوكولات، ويذهبون نهاية اليوم إلى منازلهم وقد هدهم التعب وأنهكتهم الهموم.

وإذا كان الأشقاء في الإمارات ينوون الاستمرار في هذا التقليد الجديد، فعليهم أن يبذلوا، على الأقل، مجهودا أكبر حتى لا تنقلب جوائزهم إلى لعنة، وحتى لا تترسخ حكمة “ويل لمن أشارت إليه الأصابع…!”.

يمكن لمهيدية أن يكون أفضل والي وأن يكون عبد اللطيف وهبي أفضل وزير وأن تكون مراكش أجمل مدينة في العالم… وأن تكون.. وأن تكون.. لكن هذه أشياء يقررها المغاربة وليست الإمارات..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 1 )

  1. Iisme :

    لا تستغربوا ان يصبح غدا الوالي مهدية وزيرا للداخلية , ووهبي وزير دولة ، أو الوزير الأول ،.
    فهذا جزء من عمل الشوافة الاماراتية ،

    0