المساء اليوم - هيئة التحرير: من أغرب الأسماء، أو الصفات، التي يتم تداولها في المغرب هي عبارة "البطولة الاحترافية"، كما أن الجهاز الذي يسير هذه البطولة يسمى "العصبة الاحترافية".. كذبتان كبيرتان في سطر واحد. ويبدو جليا أن التركيز على عبارة "الاحتراف" يدل على النقيض تماما، لأنه لو كان الاحتراف موجود فعلا لما تم التركيز على وجوده بكل هذه الحدة والعناد. العصبة التي تسمى احترافية يديرها شخص يسمى عبد السلام بلقشور، وهذا الرجل يستحق أن نقدم له هذه الأيام باقة ورد عملاقة، وحمراء أيضا، نتيجة نجاحه في إفراغ الدوري المغربي من حوالي 50 لاعبا، كلهم غادروا اليلاد في الأشهر والأسابيع القليلة الماضية.. والبقية تأتي. والمثير أن هؤلاء اللاعبين لم يرحلوا نحو الدوري السعودي أو القطري أو التركي، أو حتى الصيني، بل رحلوا جميعهم نحو الدوري الليبي، أي نحو بلد لا تزال الأوضاع الأمنية فيه هشة، ولا يزال يعاني من خطر التقسيم والحرب، ومع ذلك فإن لاعبينا فضلوا اللعب في ليبيا على اللعب في بلد "البطولة الاحترافية"..! كنا نود أن تمتلك الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الشجاعة، ومعها رئيس ما يسمى العصبة الاحترافية، لكي يشرحوا لنا ما يجري، لأنه إذا استمر الحال على هذا المنوال فإن الدوري المغربي قد يضطر لاستيراد لاعبين بالجملة من بلدان أخرى في القريب العاجل. من حق كل لاعب أن يبحث لنفسه عن مستقبل قار وآمن، لكن ليس هذا هو السؤال، فكرة القدم في المغرب أقدم بكثير من نظيرتها في ليبيا أو السعودية أو قطر، وكان يفترض أن يكون الدوري المغربي مستقطبا للاعبين والنجوم، وليس مصدرا للاعبين بالجملة إلى بلدان كانت حتى وقت قريب "بدائية" في عالم كرة القدم. ربما يجدر بما يسمى "العصابة الاحترافية لكرة القدم"، وبالأخص رئيسها عبد السلام بلقشور، أن يمتلك الجرأة للاعتراف بأن بلد المونديال صار بلا بطولة، وأن المنتخب المغربي لكرة القدم مفصول تماما عن البطولة، وأننا نلتقط اللاعبين المغاربة من كل مكان، إلا من المغرب، لكي نوهم الرأي العام بأنه توجد في المغرب كرة قدم متطورة، بينما العكس هو الصحيح.