المساء اليوم - طنجة: لا تزال تفاعلات المشاهد الصادمة لخيول في محجز السيارات بطنجة تثير الكثير من ردود الفعل، خصوصا مع انتشار صور الخيول الجائعة والمصابة وهي تبحث عما تأكله بين جنبات السيارات والمتلاشيات الصدئة والنفايات بالمحجز البلدي. وظهرت العديد من الصور لخيول داخل محجز السيارات بطنجة وهي تبحث عن مأكل أو مشرب وسط القاذورات، فيما ظهرت صورة أحد الخيول بحافر يسيل دما، وهو ما خلف ردود فعل قوية بالمدينة بسبب هذه المشاهد التي تسيء كثير لسمعة مدينة ستكون من بين المدن الرئيسية التي ستحتضن مباريات كأس إفريقيا للأمم العام المقبل، ومباريات مونديال 2030. وحسب الرواية الرسمية لمسؤولين بالجماعة الحضرية، فإن حجز الخيول تم في كورنيش المدينة، بعد شكاية تقدمت بها سائحة ضد أحد أصحاب هذه الخيول، حيث حاول ابتزاز السائحة بأداء 50 أورو بعد جولة قصيرة على ظهر خيل، بعدما كان قد أخبرها في البداية بأن سعر الجولة 5 أورو. ولا تشي هذه الواقعة المشينة فقط بالظروف القاسية لاحتجاز الخيول، بل تفضح بشكل صادم ما تعرفه طنجة من فوضى عارمة في مختلف المجالات، بما في ذلك ابتزاز السياح وتقديم صورة مشوهة لمدينة توصف بأنها بوابة المغرب وإفريقيا والقاطرة الاقتصادية المستقبلية للمغرب. وحسب تصريح مسؤولين عن المحجز فإنه تمت العناية الصحية بالخيول المحجوزة وتقديم الطعام لها، غير أن مشاهد الخيول وهي تهيم وسط سيارات وتبحث عن أكل أو ملاذ ستظل راسخة في أذهان السكان وزوارها. ولم تفسر الجماعة الحضرية كيف يمكن حماية سيارات المواطنين المحجوزة في حال تعرضت لأضرار من طرف خيول قوية، ولا كيف يمكن ترميم صورة المغرب أمام الرأي العام العالمي بسبب هذه المشاهد الصادمة. ويأتي هذا الحادث بعد أسابيع فقط على حصول طنحة على تنقيط سيء جدا من طرف لجنة تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث حصلت المدينة على أضعف نقطة من بين كل المدن المرشحة لاحتضان مباريات المونديال في المغرب وإسبانيا والبرتغال. وتعرف طنجة حالات مستفحلة من البداوة حيث أنه بالموازاة مع توسعها العمراني الكبير والفوضوي، فإنها تتحول إلى قرية كبيرة كل واحد يفعل فيها ما يحلو له، بما في ذلك استقدام خيول جائعة من البوادي ووضعها في أفضل واجهة سياحية بالمدينة وابتزاز السياح وتلويث المكان بفضلات الخيول التي تخلف روائح طويلة المدى. ولا يعرف سكان طنجة من المسؤول المباشر عن هذه الوضعية الكارثية التي تعرفها المدينة، ويتساءلون عن دور الوالي يونس التازي، الذي يلومونه على أنه "كائن بيتوتي" لا يفارق مكتبه إلا لماما، في الوقت الذي تسير المدينة نحو المجهول. ومن المثير أن سكان طنجة لا يلومون كثيرا عمدة طنجة، منير ليموري، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، على اعتبار أنهم فقدوا الأمل نهائيا في هذا الشخص، الذي يلقبونه بالإسكافي أو "مول الصباط"، نظرا لأنه كان يشتغل في مجال صناعة وإصلاح "البلاغي" قبل أن يتحول، بشكل مفاجئ، إلى عمدة على المدينة.