إسبانيا في زاوية ضيقة بعد امتداح ألمانيا للحكم الذاتي في الصحراء

المساء اليوم – ح. اعديّل:

في عز الجدل المغربي الألماني حول تقرير استخباراتي ألماني “مزعوم” حول المغرب، أبدت الحكومة الألمانية الجديدة رغبتها في تحسين العلاقات مع الرباط وامتدحت مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، بعد عدة أشهر من الكر والفر بين البلدين.

وكان المغرب أعلن من قبل تعليق كل اتصالاته مع السفارة الألمانية بالرباط، فيما يبدو أنه احتجاج على مواقف ألمانية بخصوص قضية الصحراء، قبل أن يطفو موضوع وجود تقرير استخباراتي ألماني يتحدث عن “ضرورة محاصرة المغرب اقتصاديا حتى لا يتحول إلى تركيا شمال إفريقيا”.

ورغم أن الحكومة الألمانية نفت وجود هذا التقرير من أساسه، إلا أن وسائل إعلام نشرت التقرير المذكور، والذي لم تؤكد حقيقته السلطات المغربية، التي لم توله الكثير من الاهتمام، بقدر اهتمامها بالمواقف الألمانية من قضية الصحراء. ومباشرة بعد رحيل حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتعيين أولاف شولز خلفا لها، بدا أن العلاقات المغربية الألمانية دخلت مرحلة جديدة، وهو ما تأكد من خلال رغبة برلين في فتح صفحة جديدة بين البلدين.

وبدا أن حكومة شولز قررت الدخول مباشرة من الباب، وأعلنت صراحة دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب بخصوص الصحراء، وهو المقترح الذي يحظى بدعم دولي متزايد، بينما ترفضه البوليساريو والجزائر. وقالت وزيرة الخارجية في الحكومة الألمانية الجديدة، أنالينا باربوك، وهي من حزب الخضر، إن المغرب “بذل مجهودات من أجل إنهاء هذا النزاع، وذلك من خلال تقديم مقترح الحكم الذاتي”.

وأكدت الحكومة الألمانية أن موقفها من المغرب لم يتغير، ووصفت المغرب بـ”الشريك المهم لألمانيا”، وذكّرت بـ”الاستجابة الألمانية، بسرعة وبشكل غير بيروقراطي، لطلب مغربي للمساعدة، وذلك بحزمة مساعدات طارئة وموسعة النطاق لمواجهة كورونا”.

ويبدو أن الموقف الألماني الجديد بخصوص قضية الصحراء، رغم أنه تغير غير جذري، إلا أنه وضع في الزاوية الحكومة الإسبانية، التي بقيت مصرة حتى الآن على عدم تليين مواقفها بخصوص الموضوع، رغم تغير طفيف في بعض التصريحات لمسؤولين حكوميين إسبان.

ووصفت وسائل إعلام إسبانية الموقف الألماني الجديد الداعم لمبدأ الحكم الذاتي في الصحراء بأنه مفاجئ يضع إسبانيا في زاوية ضيقة من الحلبة، وقد يرغمها قريبا على إبداء مرونة في دعم مقترح الحكم الذاتي. وقالت صحيفة (El Confidencial) إن الموقف الجديد للحكومة الألمانية سيضعف إسبانيا أكثر أمام المغرب، على أساس أن الرباط لن تتعجل في تخفيف الأزمة الدبلوماسية مع مدريد، وستكون أكثر مباشرة مستقبلا في دفع إسبانيا إلى تغيير جوهري في مواقفها بخصوص الصحراء قبل أي تطبيع بين البلدين.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )