الشعب حي..!

المساء اليوم – هيأة التحرير:

تلقت الحكومة، ومعها الجهات المعنية بفرض قرار إجبارية التلقيح، رسالة قوية الأحد، وأيضا في الأيام الماضية، عندما خرج عشرات الآلاف من المغاربة، في مختلف المدن المغربية، ليطالبوا بإسقاط ذلك القرار الغريب، المسمى “جواز التلقيح”، وهو قرار يتجاوز الغرابة لكي يتحول إلى قرار أحمق.

كل تلك الحناجر التي صدحت بإسقاط الجواز كانت تقول لمن فرضوه إنكم كنتم تعتقدون أن المغاربة ناموا وغرقوا في النوم، وأنهم لم يعودوا يستطيعون الخروج إلى الشارع لكي يستنكروا قرارات حمقاء تمس صلب حياتهم ومعاشهم اليومي، وأخطر من هذا، تمس مستقبل فلذات أكبادهم، عندما بدأ الإعداد في الكواليس لحرمان ملايين التلاميذ من الدراسة بحجة عدم تلقيهم التلقيح.

الرسالة التي تضمنتها تلك المظاهرات تضم بين طياتها رسالة أخرى، وهي أن كل المظاهرات في مختلف المدن جرت في سلمية تامة، ولا أحد لجأ إلى العنف، سواء الجسدي أو اللفظي، فكانت لحظات تؤكد أن من يحتفظون بعقلية الرصاص عليهم أن يغيروا تفكيرهم فورا.

في هذه المظاهرات خرجت مختلف التشكيلات السياسية والمهنية والحقوقية والحزبية، وخرجت أمهات وآباء مع أبنائهم، وطالب الجميع باحترام شعب لا يرفض التلقيح، بل يرفض العبث، لأن الأغلبية الساحقة من المتظاهرين تلقوا التلقيح، لكنهم يرفضون أن يتحول التلقيح إلى دكتاتورية مقيتة.

الذين اختبأوا في أعراف قوانين الطوارئ لتبرير ما لا يبرر، ومعهم رهط ممن يسمون أنفسهم خبراء قانونيين، يدركون أن حالة الطوارئ الصحية لا تعني دفع قسم عريض من المجتمع نحول الشلل التام، وحرمان الكثيرين من لقمة العيش، وتحويل الحياة اليومية إلى جحيم.. هذه ليست حالة طوارئ، هذا حالة مشانق.

لن نطلب من أخنوش إسقاط حالة الطوارئ، لأنه في هذه الحالة، لا فرق بينه وبين بنكيران والعثماني، لكننا نقول للجهات التي فرضته: اسمعوا جيدا صوت الشعب.. فهو شعب لا يزال حيا..!

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )