مائوية معركة “أنوال” تثير مخاوف الإسبان من احتمال اقتحام مليلية

المساء اليوم: حسنية أسقال

رغم الانفراج النسبي في التوتر المغربي الإسباني، فإن الإسبان لا يزالون يطرحون تساؤلات حول المواقف التي يمكن للمغرب أن يتخذها مستقبلا، خصوصا فيما يتعلق ببعض الجوانب الحالكة بالنسبة للإسبان، أبرزها معركة أنوال، التي سيتم تخليد ذكراها المائوية في الثاني والعشرين من شهر يوليوز الحالي. ويحس الإسبان ببعض القلق من إمكانية إعطاء المغرب وهجا كبيرا لهذه الذكرى، في ظل توتر مستمر منذ بضعة أشهر، والذي لم تظهر بعد علامات واضحة على إمكانية وضع نقطة لنهايته.

ويخلد الإسبان سنويا ذكرى ما يسمونها “كارثة أنوال”، حيث أنه في 22 من يوليوز 1921 فقد أكثر من 10.000 جندي إسباني حياتهم بمعركة أنوال، في هزيمة قاسية، اعتبرت الهزيمة الأكثر كارثية لجيش غربي في القارة الأفريقية حتى الآن.

وتتساءل مصادر إعلامية إسبانية إن كان المغرب، في ظل التوتر مع إسبانيا، سيعمد إلى إقامة احتفالات خاصة بهذه المناسبة، بحيث يسود تخوف من إمكانية تعرض مليلية إلى اكتساح مماثل للذي عرفته سبتة قبل بضعة أسابيع.

وفي مقال بعنوان “المغرب يستعد للذكرى المئوية لمعركة أنوال.. والأضواء مسلطة على مليلية”، أوضح الصحفي الإسباني، دييغو كريسنتي، أن الدور الذي لعبته إسبانيا في المغرب، حينها، يختلف جذريا عن دورها اليوم، فمغرب اليوم “جار وصديق، وليس منطقة حماية تابعة لإسبانيا وفرنسا اللتان تقاسمتا مناطق المغرب، عن طريق الحظ، الحجارة والغبار (الريف) للإسبان، والمعادن والزراعة للفرنسيين، (المنطقة الوسطى)”.

وتابع “الأمور لم تجر كما كانت تشتهي إسبانيا، والتي كانت تتوق إلى أن تجدد إمبراطوريتها الاستعمارية، بعد خسائرها المأساوية في كوبا وبورتوريكو والفلبين. فالهدية الفرنسية أخفت الكثير من المفاجآت للإسبان، الريف المغربي ليست منطقة سهلة، قبائل ذات صلابة وبأس، طالما شكلت وقت الأزمات “حرْكات” ضد عدو مشترك، في نوع من الجهاد ضد الغزاة، وأشدها قتالية على الإطلاق قبيلة بني ورياغل”.

ويضيف الصحفي الإسباني أن الوضع في البلدين والمنطقة مختلفة جذريا اليوم، فرغم الخلافات الأخيرة والنزاعات التاريخية بشأن الصحراء، والتوترات الحدودية في سبتة ومليلية، رغم كل ذلك فالمغرب جار وشريك وحليف في مجالات عديدة مثل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والتنمية الاقتصادية للمنطقة.

لكن مغرب اليوم مُخالف لمغرب أنوال، يقول الصحفي الإسباني، فهو اليوم من يُرهق ويُطيل خط الدبلوماسية الرفيع، مُتبعا سياسة الحرب الهجينة، بردود فعل مرنة ومتكيفة، كـ”التدفق القياسي للمهاجرين بحدود سبتة، وتجاهل استدعاء السفير الإسباني بالرباط ريكاردو ديزهوشليتنر، للأنشطة التي تقيمها الحكومة المغربية في الرباط للوفود الدبلوماسية المعتمدة لديها.

وتخشى مدريد أن تُكثف الرباط من ضغطها على الحكومة الإسبانية، باتخاذ إجراء في مليلية يُماثل الإجراء الذي وقع في سبتة، عبر شدٌ للخيط الرفيع الذي قد ينقطع في أي لحظة، بمناورة هجينة أخرى، مع اقتراب الذكرى السنوية لأنوال.

ويعرف الإسبان أن إسبانيا ستخلد ذكرى ضحاياها في أنوال في 22 يوليوز المقبل بطريقة عادية، فيها الكثير من لوم الذات، كما يحدث عادة، فيما لا يعرفون إن كان المغرب سيُقدم على خرق معالم الهدنة غير المعلنة والاحتفال بالذكرى بطريقة استعراضية فيها الكثير من الترهيب النفسي للإسبان، خصوصا في مليلية.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )