المساء اليوم - متابعات: شهد مشروع القرار الأمريكي المعروض على مجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية تعديلات على بعض فقراته قبل موعد التصويت المقرر في 30 أكتوبر الجاري، وذلك في إطار مشاورات دبلوماسية بين الدول الأعضاء حول الصيغة النهائية للنص. ووفق مصادر مطلعة، فإن أبرز تغيير طال الوثيقة يتعلق بحذف وصف "الوحيد" من الفقرة التي تتحدث عن مقترح الحكم الذاتي المغربي، في خطوة تهدف إلى ضمان تمرير القرار بتوافق أوسع بين أعضاء المجلس، مع الحفاظ على التوازنات داخل الهيئة الأممية. ورغم هذا التعديل، فإن مضمون المسودة ما يزال يؤكد على أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 تظل مقترحا جديا وذا مصداقية وواقعيا، باعتبارها الحل الأكثر قابلية للتطبيق في إطار السيادة المغربية، وهو ما يعكس استمرار الموقف الأمريكي الداعم للمقاربة المغربية. وتشير المعطيات إلى أن الولايات المتحدة وزعت مساء الاثنين النص المعدل على بقية أعضاء المجلس استعدادا للتصويت عليه، في سياق تجديد تفويض بعثة الأمم المتحدة "المينورسو" الذي ينتهي في 31 أكتوبر الجاري. ويعد توزيع المشروع باللون الأزرق آخر مرحلة قبل عملية التصويت، ما يعني أن النص بلغ صيغته النهائية بعد إدخال التعديلات المتوافق عليها بين الأعضاء، على أن يتم تمديد ولاية البعثة إلى غاية 31 يناير 2026، مع التأكيد على دعم جهود المبعوث الأممي لاستئناف المسار السياسي وفق قرارات مجلس الأمن السابقة. ويرى مراقبون أن التغييرات الطفيفة التي شملت المسودة لا تمس جوهر الموقف الأمريكي، بل تندرج ضمن منهجية دبلوماسية تهدف إلى تمرير القرار بأقل قدر من الخلافات، مؤكدين أن المغرب نجح مجددا في تثبيت مرجعياته السياسية داخل مجلس الأمن وترسيخ منطق الواقعية والتوافق في معالجة النزاع الإقليمي.