المساء اليوم - أ. مرادي: لم تهدأ بعد حادثة تجاهل الفنان المغربي العالمي نادر الخياط، الشهير بلقب ريدوان، في مهرجان سينمائي وفني في مصر، حين تم التعامل معه وكأنه فنان كومبارس، في حفل مشترك مع المغني والممثل المصري محمد رمضان. ورغم مرور بضعة أسابيع على هذا الحادث، الذي أوشك على دخول غياهب النسيان، إلا أنه عاد مجددا إلى الواجهة بعد تصدر الفنان المصري محمد رمضان للوسم الأكثر تداولا عبر "تويتر" مجددا، في حملة مغربية ضده بعد إعلانه الاتفاق على حفل في مراكش. ودشن مغاربة حملة تحت وسم #لا_نريد_محمد_رمضان_في_المغرب ، رفضا لإقامة المغني المصري حفلات في مدينة مراكش، ردا على ما اعتبروه إهانات وُجهت للفنانين المغاربة في مهرجانات أقيمت في مصر، أو من خلال منع بعضهم من إقامة حفلات هناك. وجاءت هذه الحملة مباشرة بعد أن أعلن المصري رمضان الاتفاق على حفل له في مراكش في دجنبر المقبل، وتمنى أن يحضر هذا الحفل أكثر من مليون مشاهد، خصوصا بعد أن عرف حفله السابق حضور قرابة 400 ألف شخص، بحسب منشور للامضان عبر الصفحة الرسمية على فيسبوك. وحظي الوسم المغربي برفض إقامة حفل لرمضان في المغرب بتجاوب كبير، حيث اعتبر ردا من جانب المغاربة على ما عرفه مهرجان "الجونة" السينمائي الذي أقيم مؤخرا في مصر، حين شارك المغربي "ريدوان" في حفل بالمهرجان رفقة محمد رمضان، ولم يتم الإشارة إليه ولو بالإسم، فيما تم تضخيم محمد رمضان، رغم الفارق الشاسع في السيرة الفنية لكل منهما، حيث يعتبر "ريدوان" موسيقيا عالميا، بينما لم يستطع محمد رمضان تجاوز المحلية. ويسود شعور عام في المغرب من كون المصريين ينفخون في فنانيهم أكثر من اللازم، فيما يحاولون استصغار باقي الفنانين، خصوصا من المغرب، مهما كانت درجة العالمية التي يصلها الفنانون المغاربة. وكانت أغنية مهرجان "الجونة" هذا العام مشتركة بين محمد رمضان وفنانيْن مغربيّيْن، أحدهما النجم العالمي المغربي "ريدوان"، والثاني الملحن المغربي نعمان بلعياشي، غير أن مقدمة الحفل لم تذكر أسماء المغربيين واكتفت بتقديم محمد رمضان. وأثار هذا الأمر غضبا مغربيا كبيرا دفع بإدارة مهرجان "الجونة" إلى إصدار بيان اعتذار رسمي للشعب المغربي قالت فيه إنها "تود التوضيح أن ما حدث هو خطأ غير مقصود في الإعداد للحفل". وأكدت إدارة مهرجان "الجونة" في البيان على "احترامها الكامل لمشاركة الفنانين المغربيين باعتبارهما قامات فنية عالمية ذات شعبية هائلة في المغرب والعالم العربي" و"اعتزازها بالمشاركات المغربية في مهرجان "الجونة" بكافة دوراته سواء من الأفلام المغربية المشاركة أو صناع الأفلام أو كافة الحضور المشاركين." مقدمة الحفل المصرية، ناردين فراج، نشرت أيضا بيانا توضيحيا على صفحتها على "أنستغرام" تقول فيه "إنها لم تكن تعلم أنها من سيقدم الأغنية وإن سوء تفاهم أدى إلى هذا الخطأ وإنها غير مسؤولة عنه بالمرة". لكن هذه البيانات والاعتذارات يبدو أنها لم تكن كافية للمغاربة، الذين لا زالوا يشعرون أن فنانيهم قد أهينوا في مصر، وعليه يرفضون استقبال فنانين مصريين على غرار محمد رمضان. وبالإضافة إلى قضية المغربي ريدوان في مهرجان الجونة، هناك أيضا الفنان المغربي سعد لمجرد، الذي كان مفترضا أن يحل من قبل ضيفا في برنامج "سهرانين"، الذي يقدمه الممثل المصري أمير كرارة على قناة "أون تي في"، غير أن مصريين شنوا حملة كبيرة للدفع نحو إبطال عرض الحلقة، وهو ما حدث بالفعل. وسحبت القناة المقطع الترويجي الخاص بالحلقة من كل صفحاتها على مواقع التواصل ولم تعرض الحلقة حتى الآن. وكان الدافع وراء المنددين لاستضافة لمجرد هو تهم الاغتصاب والتحرش الجنسي الموجهة له، والتي أوقف لفترة بسببها في فرنسا. وقبل ذلك بسنة، أطلق وسم "مش عايزين سعد لمجرد في مصر" حين أعلن عن حفل له هناك. وشن الناشطون ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي حملة شرسة ضد وجود لمجرد في مصر مع كل ما يحيط به من اتهامات وشبهات. ونجحت الحملة بالفعل وألغي الحفل. وعلى الرغم من أن مغاربة كثر ساندوا الموقف المصري الرافض لزيارة لمجرد لنفس السبب، بغض النظر عن جنسيته، إلا أن الموقف المغربي تغير جذريا بعد التعامل المهين للمصريين مع الفنان العالمي ريدوان، وهو ما جعل مغاربة كثيرين يقتنعون بأن المواقف المصرية من الفنانين المغاربة لا تحتاج إلى أسباب أو تبريرات، وأنها مواقف مبنية فقط على "الغيرة" والإحساس الكاذب بالتفوق. وتتسع دائرة الرفض المغربي، ليس فقط لقدوم محمد رمضان إلى المغرب، بل رافضة أيضا لقدوم باقي الفنانين إلى البلاد، حيث يعتبرونهم جاحدين في حق المغرب والمغاربة، رغم الحفاوة الكبيرة التي يلقونها في المغرب والكرم المبالغ فيه نحوهم، ماديا ومعنويا.