المساء اليوم - متابعات: لم يمر تعيين وزير الخارجية الجديد بالحكومة الجزائرية، أحمد عطاف، من دون إثارة الكثير من التعليقات، على وسائل الإعلام بالجزائر والمغرب، حيث يوصف الرجل بكونه "مهندس" قرار غلق الحدود بين البلدين سنة 1994 عندما كان وزيرا مكلفا بالشؤون الأفريقية والمغاربية. وكان وقع خبر تعيين عطاف خلفا للوزير السابق رمطان لعمامرة، ضمن تغيير حكومي جزئي على المنصات الاجتماعية، كبيرا، حيث تداول ناشطون جزائريون ومغاربة مقطع فيديو لتصريح سابق لعطاف، قال فيه إنه من كتب مذكرة للرئيس الجزائري السابق، اليمين زروال، حثه فيها على ضرورة غلق الحدود الغربية للبلاد، المتاخمة للمغرب. وبررت الجزائر قرار الغلق وقتذاك بحرصها على وقف جميع القنوات التي كانت تسمح بوصول السلاح للمتطرفين إبان العشرية السوداء، سنوات التسعينيات، والتي عرفت فيها الجزائر أبشع الجرائم ضد المدنيين وقوات الأمن والجيش. ويقول متابعون إن قرار غلق الحدود جاء ردا على فرض المغرب، تأشيرات على الجزائريين لدخول ترابها، إثر حادث تفجيرات فندق أطلس أسني بمراكش. وأرفقت الجزائر قرار إغلاق الحدود مع جارتها الغربية، بفرض التأشيرة على المواطنين المغاربة هي الأخرى. وتشكل عودة عطاف للواجهة الدبلوماسية للجزائر، مؤشرا على "نية التصعيد" من الجانب الجزائري على حد قول متابعين من المغرب، بينما يقول البعض إن للجزائر عقيدة دبلوماسية متحجرة ومتوارثة، لا تتغير بتغير الأشخاص. ويوصف عطاف بأنه رجل دولة، يسير في ضوء خطة الرئيس، عبد المجيد تبون، الذي تعود إليه مهمة تحديد المواقف الدبلوماسية للجزائر، وأن تعيينه على رأس الدبلوماسية الجزائرية لا ترتبط بأي حقبة أخرى أو بأي قرار كان اتخذه في إطار معطيات تلك الحقبة. وسبق وأن شغل عطاف (70 سنة) منصب وزير الخارجية بين 1996 و1999 قبل وصول الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة للحكم. وقبل ذلك، شغل الرجل منصب وزير مكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية. لكن المستوى الثاني الذي يرتبط بالشخص نفسه وعقليته في ممارسة الدبلوماسية، يمكن أن يتغير. المستوى الأول، مرتبط بالعقيدة الدبلوماسية الجزائرية التي ترسمها المؤسسة العسكرية والتي لا تعرف أي تغيير مهما تغير الأشخاص، فالكلمة اولا وأخيرا تعود للجنرالات، لكن يبقى للوزير هامش مناورة صغير جدا يمكن أن تبرز من خلاله شخصيته بشكل جزئي. المستوى الثاني هو أن تكليف شخص ما بالجزائر، بحقيبة سيادية مثل الخارجية، لا يخضع لمعايير مرتبطة بالكفاءة فقط، بل بمعطيات أخرى قد تصنع فارقا مع سلفه، وأن التغيير يعود لسببين، إما أن يكون القرار قد أملته اختلافات داخلية بين لعمامرة والرئيس تبون، أو تقييم الجيش لعمل الوزير السابق على أنه غير كاف". وسبق وأن شغل عطاف (70 سنة) منصب وزير الخارجية بين 1996 و1999 قبل وصول الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة للحكم. وقبل ذلك، شغل الرجل منصب وزير مكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية. ومعروف أن عطاف، متخرج من المدرسة الوطنية للإدارة التي تخرج منها الكثير من الدبلوماسيين والسياسيين الجزائريين مثل، تبون، وأحمد أويحي، رئيس الوزراء السابق والمسجون حاليا بتهم تتعلق بالفساد خلال فترة حكم بوتفليقة، وغيرهم من الأسماء المعروفة على الساحة السياسية الجزائرية. وتولى لعمارة رئاسة الدبلوماسية الجزائرية في يونيو 2021 خلفا لصبري بوقدوم، وسبق له شغل المنصب بين 2013 و2017. وخلال الأسابيع الأخيرة لحكم بوتفليقة بداية 2020 تولى منصب نائب رئيس الوزراء مكلفا بالشؤون الخارجية.