غزة تتسيّد مهرجانات السينما: فيلم “صوت هند رجب” يتوج بمهرجان فينيسيا

المساء اليوم – متابعات:

ظفر فيلم “صوت هند رجب” أمس السبت، بجائزة “الأسد الفضي” في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ82، والذي اختتم في جزيرة ليدو على ضفاف قنوات المدينة العائمة الشهيرة، في حين ذهبت جائزة “الأسد الذهبي” لفيلم “فاذر ماذر سيستر براذر” (Father Mother Sister Brother).

وقتل الجيش الإسرائيلي الطفلة الفلسطينية هند أواخر يناير 2024، في منطقة تل الهوى جنوبي مدينة غزة، بعدما استهدف سيارة كانت داخلها مع أقاربها، حيث ظلت عالقة بين جثث أقاربها الذين قتلوا على الفور.

وعقب استهداف السيارة، تواصلت الطفلة الهند، هاتفيا مع الإسعاف لإنقاذها، إلا أن إسرائيل استهدفت الطاقم الإغاثي الذي جاء لإنقاذها، وبعد 12 يوما من الحادثة عُثر على الطفلة هند وقد فارقت الحياة.

وعند تسلّمها الجائزة، قالت مخرجة الفيلم كوثر بن هنية إنه “لا يمكن للسينما أن تعيد هند إلى الحياة وتمحو الفظائع التي ارتُكبت بحقها، لكنّها قادرة على حفظ صوتها”، وفق ما نقلته إذاعة “موزاييك” التونسية.

وأضافت بن هنية، التي صفّق لها الحاضرون وقوفا أثناء استلامها الجائزة، أن “قصة هند ليست لها وحدها، بل هي قصة مأساوية لشعب بأكمله يعاني من إبادة جماعية ترتكبها حكومة إسرائيلية مجرمة تتصرف بإفلات من العقاب”.

وفي كلمتها، أهدت كوثر بن هنية، مخرجة فيلم “صوت هند رجب” الجائزة إلى الهلال الأحمر الفلسطيني ومنقذي الأرواح في غزة، وأشارت بن هنية، إلى أن فيلم “صوت هند رجب” كان “صوت غزة ونداء استغاثة للعالم أجمع، ولكن لم يستجب أحد”، مؤكدةً أن صوت هند، سيظل يصدح حتى تحقيق المساءلة والعدالة.

وعن “صوت هند رجب”، قالت مخرجة الفيلم “سيظل صوتها يتردد حتى تتحقق المحاسبة، وحتى يُقام العدل، نحن جميعًا نؤمن بقوة السينما، فهي ما جمعنا هنا الليلة، وهي ما يمنحنا الشجاعة لسرد قصص كان من الممكن أن تُدفن”.

وذكرت أن والدة هند، وأختها لا تزالان في غزة، وأنهما تعيشان نفس الخوف والجوع والقصف كل يوم، “وبقاءهم على قيد الحياة ليس مسألة مكرمة عليهم، بل مسألة عدالة وإنسانية، وهو الحد الأدنى من المسؤولية التي يدين بها العالم لهم”.

وأعربت عن أملها في أن يساعد هذا الفيلم على وقف الحرب، واختتمت حديثها بعبارة “فلسطين حرة”.

كما شاركت بن هنية، جمهور حفل توزيع الجوائز، كلمات بطلب من الأم وسام (والدة هند).

وتقول كلمات والدة هند التي ألقتها بن هنية، “أود أن أشكركم، وأشكر الفريق بأكمله، وكل من دعم الفيلم، ودعمني، ودعم هذه القصة، أتمنى حقا لو كنت واقفة معكم اليوم، وآمل أيضا أن لا ينسى العالم أنها ليست القصة الوحيدة في غزة، هناك كثير من الأطفال لا يزالون ينتظرون الأمل، أتمنى أن يساهم هذا الفيلم في إيقاف الحرب”.

ويشارك في بطولة الفيلم كل من عامر حليحل وكلارا خوري ومعتز ملحيس وسجى كيلاني، ويحظى الفيلم بدعم من أسماء عالمية بارزة مثل براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا وألفونسو كوارون وجوناثان غلايزر.

بدورها، أكدت الإكوادورية آنا كريستينا باراغان، الفائزة بجائزة “أوريزونتي” لأفضل سيناريو عن فيلمها “اللبلاب”، عن دعمها للشعب الفلسطيني بترديدها عبارة “فلسطين حرة”.

من جانبها، وجهت المخرجة الهندية أنوبارنا روي، الحائزة على جائزة أوريزونتي لأفضل مخرج عن فيلمها “أغاني الأشجار المنسية”، رسالة دعم لفلسطين في كلمتها.

وأعربت روي، عن رغبته في الحديث عن حدث خطر وكارثي للغاية وقع في فلسطين، “فكل طفل يستحق السلام والحرية والخلاص، وفلسطين ليست استثناء”.

وأضافت، “لا أريد تصفيقا على هذا. إنها مسؤولية أن نتوقف للحظة ونفكر في الوقوف إلى جانب فلسطين. قد أتلقى رد فعل (سلبي من) بلدي، لكن الأمر لم يعد يهمني”.

من جانبها، أكدت المغربية مريم التوزاني، مخرجة فيلم “شارع ملقا” الفائز بجائزة الجمهور في مهرجان “أرماني” للجمال، في كلمتها، أنها شعرت بالألم وهي تتسلم هذه الجائزة، وأنها لا تستطيع أن تنسى الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في كل ثانية.

وأضافت التوزاني، “اليوم، كأم، أعتبر نفسي محظوظة لأنني أستطيع النظر إلى طفلي وأنا أتحدث، فكم من أمهاتٍ تُركن بلا أطفال؟ كم من أطفالٍ تُركوا بلا أم أو أب؟”

ومستهجنة الإبادة الإسرائيلية في غزة، تساءلت التوزاني “كم عدد الأشخاص الذين سوف يخسرون (حياتهم) قبل أن ينتهي هذا الرعب؟ نعم، نمسح دموعنا ونمضي قدما، لكننا نرفض أن نفقد إنسانيتنا”.

ورغم وفرة النجوم المشاركين في هذه الدورة من المهرجان، كان لحرب غزة حضور قوي، فاتسم افتتاح المهرجان برسالة مفتوحة كتبتها مجموعة “فينيسيا من أجل فلسطين” التي أسسها عشرة مخرجين إيطاليين مستقلين، تدين الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023.

وترافَق انطلاق المهرجان بمشاركة الآلاف في تظاهرة في شوارع ليدو تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، بينما عبّر فنانون عن دعمهم بوضعهم دبابيس وحملهم لافتات خلال مرورهم أمام عدسات المصورين على السجادة الحمراء.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )