فيصل العرايشي: فشل متعدد الجبهات..!

المساء اليوم – هيأة التحرير:

في كل بلدان العالم يقود الفشل نحو الإقالة، أو الإقالة والمحاسبة، إلا في المغرب، حيث الفشل يرادف النجاح، ويقود صاحبه من منصب إلى منصب أعلى، مثلما هو حال فيصل العرايشي، رئيس اللجنة الأولمبية المغربية، الذي يقود كل القطاعات التي يرأسها من فشل إلى آخر، لكنه يبقى راسخا في منصبه مثل مسمار عتيق.

يعرف الناس فيصل العرايشي أكثر كمدير عام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، ويعرفون أنه فشل بالتمام في خلق قطب إعلامي حقيقي، لكن قليلين يعرفون أنه ايضا رئيس اللجنة الأولمبية المغربية، التي صار رئيسا لها سنة 2017، وتم تجديد ولايته لفترتين، آخرها سنة 2023، وقد يستمر رئيسا لها إلى الأبد، وهو يسير جنبا إلى جنب مع الفشل.

كما أن قليلين يعرفون أن العرايشي “انتخب” سنة 2009 رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب (التنس)، وهو أيضا رئيسا لأجهزة أخرى.

العرايشي هذا، يوجد اليوم في الواجهة لأنه المسؤول الفعلي والمعنوي عن فشل الرياضة الأولمبية المغربية في تحقيق إنجازات حقيقية في أولمبياد باريس، وإذا كان المغرب عاد بميداليتين، ذهبية وفضية، فإن ذلك لا يعتبر إنجازا، لأن كل الرياضات الأخرى فشلت في كسب ميداليات، والعداء سفيان البقالي حصل على ميدالية ذهبية بفعل إصراره ومثابرته، ولا علاقة لذلك بأي شيء آخر.

كما ان الميدالية البرونزية للمنتخب الأولمبي وراءها لاعبون شباب أغلبهم ولدوا في أوربا ويلعبون في أندية أوربية، ولا يمكن لأحد أن يفخر بشيء لا دور له فيه.

الحقيقة الوحيدة أن الرياضة المغربية فشلت، ببشاعة، في أولمبياد باريس، ورياضيون كثيرون أقصوا منذ البدايات الأولى للمنافسات، وأخرون حصلوا على مراتب متأخرة.

كل الرياضات الأولمبية لم تحقق أي شيء في باريس، والمثير أن المغرب خسر في رياضات ظل يحصل فيها على ميداليات منذ زمن طويل، مثل الملاكمة والتايكوندو، لكن الآن لا شيء.

وإذا كان فيصل العرايشي هو نفسه رئيس جامعة التنس فمن حقنا أن نتساءل هل استطاع هذا الرجل تكوين بطل مغربي واحد طوال 16 سنة من رئاسته هذه الجامعة..!

الشيء الوحيد الذي نجح فيه العرايشي هو إرسال جيش عرمرم من المرافقين والرياضيين إلى باريس، وهؤلاء كلفوا ميزانية الدولة أموالا خرافية، وحين نقول ميزانية الدولة فإن المعنى هو “فلوس الشعب” التي يؤديها الناس في ضرائب مختلفة، أي أن المغربي البسيط يقتطع تلك الضرائب من قوت يومه فتذهب إلى بئر الفوضى والفساد والعبث.

وكما قلنا في البداية فإن الفشل في المغرب هو أكبر حافز نحو النجاح، وها هو فيصل العرايشي يعطي نموذجا حيا على ذلك. فشل في التلفزيون فأعطوه جامعة التنس، وفشل في التنس فأعطوه اللجنة الأولمبية المغربية، وفشل في اللجنة الأولمبية فمددوا له سنوات طويلة في كل المهام..!

عندما تكون فاشلا لا يجب أن تخشى شيئا..!

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )