في إعلان مفاجئ ولأسباب مجهولة.. الصين تدعو مواطنيها لتخزين الغذاء

المساء اليوم:
في إعلان مفاجئ يُثير الريبة والحيرة ولأسباب مجهولة، دعت الحكومة الصينية مواطنيها إلى تكوين احتياطات غذائية من دون تحديد سبب الدعوة، حيث نشرت وزارة التجارة مساء الاثنين إعلاناً على موقعها الإلكتروني داعية العائلات إلى تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية وحالات الطوارئ.
الإعلان المفاجئ في توقيته أثار أسئلة كثيرة وحيرة تخطت الحدود الصينية بعد أن تنفس العالم الصعداء مع مؤشرات على انحسار اوباء (كوفيد-19) عالميا وإن ظلت بعض الدول مثل روسيا تسجل أرقام قياسية من حيث الوفيات والإصابات، سبب الإعلان الصيني قد يكون بسبب أمرين:
- أولهما التوترات الجيوسياسية والتجارية مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي التي قد تؤثر على سلاسل الإمدادات الغذائية باعتبار الصين من أكثر الدول استيرادا للأغذية.
- أما الأمر الثاني فقد يتعلق بعودة محتملة لموجات وبائية جديدة بعد الموجات السابقة التي تسببت في أضرار اقتصادية جسيمة على المستوى العالمي إلى جانب عدد قياسي من الوفيات حول العالم.
لكن الأرجح بحسب معظم التقديرات، هو أن الصين بدأت تستعد على ما يبدو لمواجهة الضغوط الأميركية والأوروبية في سياق حرب تجارية لم تهدأ كان قد فجرها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من خلال فرض رسوم جمركية بنحو 25% على سلع صينية قيمتها 200 مليار دولار.
وتصاعد التوتر في الفترة الأخيرة بين بكين وواشنطن بعد أن تخلى الرئيس الأميركي جو بايدن عن “سياسة الغموض الاستراتيجي” حيال تايوان معلنا أن بلاده ستدافع عنها عسكريا إذا تعرضت لهجوم صيني وهو موقف نددت به الصين، بينما سارع البيت الأبيض لاحتواء الأمر بأن أعلن أن لا تغيير طرأ على السياسة الأميركية.
وتعتبر تايوان آخر ساحة تنافس بين واشنطن وبكين، إلا أن هناك ملفات خلافية كثيرة بين القوتين النوويتين لم تفلح اللقاءات التي عقدت على مدار سنوات في حلها ولا تهدئة التوترات بينهما.
وكانت وزارة التجارة الصينية نشرت مساء الإثنين إعلانا على موقعها الإلكتروني قالت فيه “ندعو العائلات إلى تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية وحالات الطوارئ”، إلا أنها لم تحدد في بيانها سبب الدعوة ولا طبيعة حالات الطوارئ أو ما إذا كان البلد مهدّد بنقص الغذاء وهو ما فتح الباب للتأويلات وأشاع مجددا المخاوف إما من مواجهة عسكرية محتملة أو من تفشي وباء كورونا.
وتعدّ الصين أكبر مستورد للمنتجات الغذائية في العالم ما يجعلها عرضة للتوترات الدبلوماسية مثل تلك القائمة مع مورديها الرئيسيين مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وعرفت أسعار 28 سلعة غذائية ارتفاعا الشهر الماضي بنسبة 16% عن الشهر السابق، بالاعتماد على بيانات رسمية.
وتعرضت الصين في تاريخها لفترات مجاعة لا سيما في أواخر خمسينات وأوائل ستينات القرن الماضي عندما تسبب نظام الملكية الجماعية للأراضي الذي فرضه النظام الشيوعي بعشرات ملايين الوفيات في الأرياف.
تعليقات ( 0 )