كورونا.. واحتمال تأجيل الانتخابات

المساء اليوم:

حتى الآن، فإن الوضعية الوبائية تعتبر الأسوأ منذ ظهور وباء “كورونا”، ولا يجب أن نتفاءل من فراغ، فالتفاؤل في مثل هذه الحالات قد يغرقنا في مزيد من الوحل.

معدل الإصابات يوميا يقترب من الخمسة عشر ألفا، لكن مهما كانت هذه النسبة مخيفة، فإنه يجب أن ننظر إلى ما هو أخطر، وهي أرقام الوفيات، والتي تقترب من المائة يوميا، وقد ترتفع إلى أكثر، وربما نعيد التجربة الإيطالية أو الإسبانية أو غيرهما.

نتمنى أن يكون كل هذا التشاؤم وهما، لكننا اليوم نحصد ما زرعناه. لقد تهاونا أكثر مما يجب، وسخرنا من الكوفيد كأننا نشاهد فيلما “شارلي شابلن”، واعتبرنا الكمامة مسخرة والتباعد مهزلة، فحدث ما حدث، وصارت لغة التعازي طقسا يوميا بين المغاربة.

في ظل هذا الوضع، يقترب موعد الانتخابات، وهي مناسبة تصبح فيها ميادين السياسة مثل أسواق الأكباش في عيد الأضحى، ويختلط الحابل بالنابل، الشاري والمشتري، الإنسان والحولي، ويزداد عناق النفاق واقتسام الأرزاق وتبادل الأوراق.

تقترب الانتخابات بعدما استقبل المغرب هذا الصيف مئات المغاربة من كل القارات، ورغم كل الإجراءات الاحترازية المعمول بها، فإن الفيروس أذكى من الجميع، فاختلطت “المتحورات” من السند والهند والبرازيل وأستراليا وإسبانيا وغيرها.

إذن، الوضعية صعبة جدا، ولو سارت الأحوال نحو مزيد من السوء فإن الناس يتساءلون عن مصير موعد الانتخابات، وهل من المعقول أن نكرر أخطاء عيد الأضحى ونسمح بتجمعات انتخابية مكثفة في كل مدينة وقرية من المغرب، وبعدها نجلس لنتباكى.

لم يبق للسلطات أكثر من بضعة أيام لكي تحسم الأمر، وإذا تم التأجيل فلا يفترض أن يزيد عن شهر أو شهرين، وتأجيل الانتخابات لبعض الوقت لن يكون نهاية العالم.

عموما، وسواء في حالة التأجيل أو الإبقاء على الموعد، فلا شيء يعلو على وعي الناس الذين عليهم أن يدركوا أن مصيرهم بيدهم.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )