لوفيغارو: قرار الحرب بين الجزائر والمغرب يتطلب إرادة سياسية.. والحرب ستكون شاملة وعلى جبهات متعددة

المساء اليوم:
حذرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية من تفاقم التوترات بين المغرب والجزائر بعد حادث مقتل الجزائريين الثلاثة الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنه في حال اندلاع الحرب بين البلدين فإنها ستكون حربا شاملة وعلى جبهات متعددة، “وهو الأمر الذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد”.

ففي مقال تحت عنوان، “هل يمكن أن تندلع الحرب بين المغرب والجزائر؟”، قالت الصحيفة الفرنسية “إن المغرب وأمام التهديدات التصعيدية للجزائر يستعد للحرب، ونقلت عن مصدر مغربي مسؤول قوله، إن “مغاربة يستعدون للحرب لكنهم لا يريدون أن يكونوا من سيبدأونها”.

فيما أكد سياسي جزائري سابق اشترط على الصحيفة عدم الكشف عن هويته، أن المغاربة والجزائريون يستعدون للحرب منذ خمسين عاما. في عام 1963، اشتبكوا بالفعل خلال حرب الرمال، الجيش جاهز لكن بدء الحرب يتطلب إرادة سياسية أولا”.

واعتبرت “لوفيغارو” اختيار النظام في الجزائر سعيد شنقريحة، كرئيس أركان الجيش الجزائري منذ عام 2019، “ليس غريباً على السنوات الـ14 التي قضاها على الحدود مع المغرب على رأس المنطقة الثالثة العسكرية، ونقلت الصحيفة عن الصحافي المغربي علي المرابط قوله، “المغاربة مثل الجزائريين ليس لديهم رغبة في بدء حرب، لكن عندما أفرطنا في تسليح أنفسنا لسنوات عديدة كما فعلوا، فمن الجيد أن نستخدمها ذات يوم”.

ورأت الصحيفة أن سباق التسلح بين البلدين أذكى التوترات، موضحة أنه “إذا كان لدى الجيشين المغربي والجزائري نفس العدد تقريبا من الرجال، أكثر أو أقل من 15 ألفاً، فمن الصعب المقارنة، نظرا لاختلاف أدائهم واستراتيجياتهم ومستوى التدريب أو المجالات التي يجب الدفاع عنها”.

وأضافت “في القوة الجوية، قواتهما متساوية تقريبا، لكن الجيوش البرية لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال، حسب المتخصص في الأسلحة أكرم خريف، “فعلى سبيل المثال فيما يخص الجيل الجديد من الدبابات: يوجد في المغرب 380 دبابة، مقابل نحو 2000 دبابة في الجزائر”.

كما أن العديد من المحللين المغاربة والجزائريين يتفقون على أنه إذا كانت هناك حرب فإنها “ستشن على جبهتين على الأقل، جنوبية وشمالية، وفي حال اندلعت الأعمال العدائية في الجنوب فإن المغرب، الذي لا يضاهي الحرب على أرض مسطحة ومفتوحة، سيضطر إلى تصدير الحرب إلى مكان آخر، على سبيل المثال من خلال استهداف المراكز الحضرية أو محطات النفط في الغرب الجزائري”، كما تنقل “لوفيغارو” عن متخصص جزائري في القضايا الأمنية، هذا هو السبب في أن خطر الحرب الشاملة يجب أن يؤخذ على محمل الجد.

ولفتت “لوفيغارو” إلى المعلومات التي كشف عنها موقع “Africa Intelligence” في وقت سابق والتي تفيد بأن الرباط تخطط لتصنيع طائرات بدون طيار بالتعاون مع شركة “BlueBird Aero Systems” التابعة لمجموعة الصناعات الإسرائيلية (IAI). ونقلت اصحيفة عن خبير أمني جزائري قوله إنه “في حالة نشوب حرب عامة، يمكن للإسرائيليين مساعدة المغاربة في استهداف منشآت النفط أو الغاز أو تنفيذ ضربات أخرى من هذا القبيل، والجزائريون، من جانبهم، بإمكانهم الاعتماد على روسيا، المورد الرئيسي للأسلحة إلى بلدهم”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )