لعنة السياسة.. أم لعنة الوادي..؟

المساء اليوم – هيأة التحرير:

لا يبدو أن حزب التقدم والاشتراكية يعيش أسعد أيامه، لأن الضربات تتوالي عليه داخليا وخارجيا، فيما يشي بأن الحزب “الشيوعي” يسير نحو تغيير جلده جذريا في مقبل الأيام، بينما أمينه العام، نبيل بن عبد الله، يحاول استعادة دوره الريادي وانتظار مرور العاصفة.

كانت أولى الضربات لحزب الكتاب النتائج المتواضعة في الانتخابات العامة السابقة، والتي حرمت الحزب من الدخول في مفاوضات حول تشكيل الحكومة، شأنه في ذلك شأن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

والضربة الأخرى التي تلقاها الحزب في الانتخابات هي فشل أمينه العام في الفوز بمقعد برلماني، وهذه ضربة شخصية موجعة لنبيل بن عبد الله، الذي يبدو خارج البرلمان مثل سمكة في الهواء الطلق.

فشل الحزب انتخابيا أعادت الخلافات الداخلية إلى الواجهة، حين تمرد عدد من أعضاء المكتب السياسي، وهو تمرد قاد إلى طرد 11 منهم من الحزب نهائيا، فيما يشبه معركة كسر عظام في حزب لم يعد داخله ما يسمح بترف الانقسامات والتجاذبات وقرارات الطرد.

الضربة الأخرى التي تلقاها الحزب كانت ضارة جدا بسمعته، وهي حين اتهم عضو مكتبه السياسي، البرلماني سعيد الزايدي، بتلقي رشوة من مقاول، والمشكلة أن التهمة جاءت تبعا لحالة تلبس، حين تم ضبط مبلغ 40 مليون سنتيم بحوزة الزايدي، الذي اعترف بأنه تلقاها “هدية” من المقاول المذكور، لكن المشكلة أن المقاول قال إنه تعرض للابتزاز ودفع المبلغ رشوة.

ويزداد الوضع إيلاما حينما نعرف أن سعيد الزايدي، هو نجل القيادي الاتحادي الراحل، أحمد الزايدي، الذي غرق في سيارته في واد الشراط بضواحي الرباط، وخلف موته المفجع حزنا شاملا في المغرب كله… إلى درجة قال الكثيرون إن وادي الشراط مصاب بلعنة.

اليوم، يوجد ابنه في قلب العاصفة، ويتكرر الغرق، لكن بشكل آخر، وشتان ما بين طريقة غرق الوالد وطريقة غرق الإبن.

ويبدو أن لعنة واد الشراط لم تتوقف، ففيها غرق أحمد الزايدي، وفيها مات عبد الله باها، في حادثة القطار الشهيرة، وفيها كان يتولى سعيد الزايدي منصب رئيس الجماعة، قبل حادثة الأربعين مليون.

هل هي لعنة السياسة.. أم لعنة الوادي..؟

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )