المساء اليوم: اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المغرب بمحاولة تقسيم الجزائر، وقال في حوار مع مجلة (دير شبيغل) الألمانية، إن "المغاربة يريدون تقسيم الجزائر. ممثلهم في الأمم المتحدة عبر عن نفسه بوضوح عندما أشار إلى استقلال منطقة القبائل، ولم يصحح أقواله المسؤولون المغاربة ولا حتى الملك، وفي نهاية الأمر قطعنا العلاقات". ورداً على سؤال المجلة بشأن دعم الجزائر للبوليساريو، وما أسمته "حركة الاستقلال في الصحراء الغربية، حتى يومنا هذا"، قال تبون "نحن مع الشعب الصحراوي الذي يقرر مصيره بنفسه. فقط المغرب لا يلتزم بهذا الأمر كما تعلم، هناك شيء يزعجني في التصور العام لكلا البلدين، تتخيل أوروبا عن طريق الخطأ أن المغرب بطاقة بريدية جميلة، وتصورنا كنظام مشابه لنظام كوريا الشمالية. نحن دولة منفتحة للغاية". وعن ميزان القوى الحالي في الجزائر بين الجيش والرئيس، قال تبون، لـ(دير شبيغل)، "أستطيع أن أقول لك أن قائد الجيش الذي أقوده يتلقى تعليمات مني لتحديث الجيش، علاوة على ذلك، لديه ما يكفي من الاهتمام بالوضع الحساس على حدودنا. أما في السياسة، فهذا أنا، لا أحد سيفعل ذلك في مكاني أنا من أمر بإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، وأنا من أمر بتنفيذ نفس الإجراء بالنسبة للطائرات المغربية". وتعليقاً على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعدم وجود أمة جزائرية قبل الإستعمار الفرنسي، قال الرئيس الجزائري، "أنت لا تجرح فقط تاريخ شعب ولا تهين الجزائريين. ما خرج إلى النور هو الكراهية القديمة للسادة الاستعماريين، لكنني أعرف أن ماكرون أبعد ما يكون عن التفكير بهذه الطريقة. لماذا قال ذلك؟ أعتقد أن ذلك حدث لأسباب استراتيجية انتخابية. إنه نفس الخطاب الذي يردده الصحفي اليميني المتطرف إيريك زمور منذ فترة طويلة: إن الجزائر لم تكن أمة، وحدها فرنسا جعلت البلاد أمة. وبهذا التصريح، انحاز ماكرون إلى أولئك الذين يبررون الاستعمار". وحول إن كان نادما على الأزمة الحالية بين باريس والجزائر، قال تبون، "لست نادما. لقد أعاد ماكرون إطلاق نزاع قديم دون داع. عندما يقول زمور شيئا من هذا القبيل، ماذا يفعل، لا أحد ينتبه إليه. ولكن عندما يعلن رئيس دولة أن الجزائر لم تكن دولة مستقلة، فإن الأمر خطير للغاية. لن أكون أنا من يخطو الخطوة الأولى وإلا سأخسر كل الجزائريين، الأمر لا يتعلق بي، بل بمشكلة وطنية. لا يوجد جزائري يقبل أن أتصل بأولئك الذين أساءوا إلينا". وأضاف "بلدنا لا يحتاج إلى اعتذارات من ماكرون لشيء حدث في 1830 أو 1840، لكننا نريد اعترافا كاملا وغير مشروط بالجرائم التي ارتكبها الفرنسيون. وقد فعل ماكرون ذلك بالفعل. أعلن علنا في عام 2017 أن الاستعمار جريمة ضد الإنسانية". وعن احتمال حل الأزمة مع فرنسا في المستقبل القريب، أكد تبون، "لا، إذا أراد الفرنسيون الذهاب إلى مالي أو النيجر الآن، عليهم أن يطيروا تسع ساعات الآن بدلا من أربع ساعات. ومع ذلك، سنقوم بعمل استثناء لهذا القرار في حال إنقاذ المصابين. ولكن فيما يتعلق بكل شيء آخر، لم يعد علينا التعاون مع بعضنا البعض، ربما انتهى هذا الآن. لقد انتهك ماكرون كرامة الجزائريين". الجدير بالذكر أن مقابلة المجلة مع الرئيس الجزائري أُجريت قبل حادثة مقتل 3 من سائقي شاحنات جزائريين، والإتهامات الجزائرية الأخيرة للمغرب بالضلوع في هذا الحادث.