المساء اليوم - ح . اعديّل: أعاد الخطاب الملكي الأخير، بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء، العلاقات المغربية الإسبانية إلى نقطة الصفر، بعد التأكيد الملكي على عدم التعامل تجاريا واقتصاديا مع البلدان ذات المواقف الغامضة حول قضية الصحراء المغربية. وأثارت هذه الفقرة من الخطاب الملكي فضولا كبيرا في إسبانيا، دبلوماسيا وإعلاميا، حيث تساءلت مصادر إعلامية إن كان المقصود بها هي إسبانيا، التي لا تزال تصر على اتخاذ موقف متذبذب من قضية الصحراء، على الرغم من كونها الشريك التجاري الأول للمغرب. وقالت صحف إسبانية إن خطاب الملك محمد السادس أعاد التفاؤل السائد في إسبانيا بتطبيع وشيك للعلاقات بين الرباط ومدريد إلى نقطة الصفر، عبر تأكيد الملك على أن المغرب لن يتعامل اقتصاديا وتجاريا مع البلدان ذات المواقف الغامضة بخصوص الصحراء المغربية. وعلى الرغم من كون الخطاب الملكي لم يحدد بلدانا بعينها، إلا أن الإسبان اعتبروا أنفسهم معنيين أكثر بهذا الخطاب، على اعتبار أن مدريد هي الشريك التجاري الأول للمغرب، كما أنها ترفض اتخاذ موقف صريح بخصوص قضية الصحراء. وقالت صحيفة "إيل كونفدنثيال"، نقلا عن مصادر في الخارجية الإسبانية إن "خطاب الملك محمد السادس لم يكن غامضا بما يكفي حتى نتفاءل بعودة قريبة للعلاقات"، وأنه "من السهل وضع إسبانيا في خانة البلدان ذات المواقف الغامضة، وأن هذا يطرح أكثر من سؤال حول مستقبل العلاقات الإسبانية المغربية". وكانت العلاقات بين المغرب وإسبانيا ساءت بشكل كبير منذ شهر أبريل الماضي، بعد استقبال مدريد لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، بطريقة سرية للاستشفاء في إحدى مصحاتها من فيروس كورنا، وتدهورت العلاقات أكثر بعد حادثة اقتحام مدينة سبتة. وكانت العلاقات بين البلدين عرفت مؤخرا انتعاشة ملحوظة عقب تصريحات متفائلة بين الطرفين، غير أن ذلك لم يتجاوز حد التفاؤل اللفظي.