المساء اليوم: أكدت "المفوضية الوطنية العليا للانتخابات" في ليبيا، اليوم الأحد، تسلمها ملف ترشح سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي لانتخابات الرئاسة، وقدم سيف الإسلام "أوراق ترشحه لرئاسة ليبيا بمكتب مفوضية الانتخابات في مدينة سبها، وأنه استكمل جميع المصوغات القانونية وفق قانون انتخاب رئيس الدولة الصادر عن مجلس النواب". وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع مصورة لسيف الإسلام، وهو داخل فرع مفوضية الانتخابات في سبها، ويرتدي عباءة وعمامة بنيتين، ويبدو الشيب ظاهرا في ذقنه الطويلة. ويعود سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية في ليبيا من جديد بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده على يد ثوار غاضبين إبان ثورة 17 فبراير 2011. وسبق أن وُجهت لنجل القذافي، تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لكن المراقبين يرون أنه اتخذ خطوة الترشح مستغلا شعور بعض الليبيين بالحنين إلى حالة "الاستقرار النسبي" للبلاد في عهد والده، بعد عقد صعب شهد الكثير من الصراعات السياسية والمسلحة. وكانت تقارير صحفية تحدثت خلال الشهور الماضية عن احتمالية ترشح سيف الإسلام لانتخابات الرئاسة، خصوصا بعد مقابلته مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في يونيو، حيث أعلن أنه أصبح الآن "رجلا حرا" ويخطط لعودة سياسية، فيما تُطالب المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي باعتقال سيف الإسلام بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". وفتحت المفوضية باب الترشح للانتخابات، الإثنين الماضي، لغاية الـ22 من نونبر الجاري للانتخابات الرئاسية، وحتى الـ7 من دجنبر المقبل للانتخابات البرلمانية، في وقت تستمر فيه الخلافات حول قانوني الانتخابات بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر، بما يهدد إجراء الانتخابات في موعدها المحدد المقرر في الـ24 من دجنبر. وهدد المشاركون والجمعة في مؤتمر باريس الدولي بشأن ليبيا، في بيانهم الختامي، بفرض عقوبات على الأفراد الذين "سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوض الانتخابات المقررة في ليبيا"، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها، ويأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد منذ سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.