المساء اليوم: في ليلة كروية استثنائية، صنع منتخب المغرب للشباب إنجازا تاريخيا سيبقى محفورا في ذاكرة الرياضة العربية، بعد أن توج ببطولة كأس العالم للشباب لأول مرة في تاريخه. وجاء هذا التتويج المستحق عقب فوزه المثير على المنتخب الأرجنتيني بهدفين دون رد في المباراة النهائية، ليكتب "أشبال الأطلس" فصلا جديدا من المجد الكروي، ويؤكدوا مكانة المغرب كقوة صاعدة في كرة القدم العالمية. احتفاء واسع عمت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الفخر والفرح بعد تتويج المنتخب المغربي، إذ احتفى المغاربة والعرب بالإنجاز غير المسبوق واعتبروه "انتصارا للعرب جميعا". وتصدر وسم "المغرب بطل العالم" و"أسود الأطلس" قائمة الترند في عدد من الدول العربية، وتداول النشطاء مقاطع من لحظات التتويج واحتفالات اللاعبين في أرض الملعب، وسط إشادات بالروح القتالية والانضباط التكتيكي الذي تميز به الفريق طوال البطولة. رحلة إنجاز وصعود مستمر ووصف مغردون السهرة الكروية بأنها ليلة جميلة رسخت مكانة الكرة المغربية بين الكبار، بعد مسيرة تطور مذهلة في سنوات قليلة، بدأت من المركز الرابع في كأس العالم 2022 بقطر، مرورا بلقب بطولة أفريقيا وبرونزية الأولمبياد، وصولا إلى التتويج التاريخي بكأس العالم للشباب. وأكد ناشطون أن المغرب أصبح قوة كروية عالمية حقيقية، ومرشحا بارزا للمنافسة على مونديال 2026 إلى جانب منتخبات كبرى مثل الأرجنتين وإسبانيا وفرنسا، كأول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز على حساب الأرجنتين العنيدة. وأشار مغردون آخرون إلى أن مجرد وصول المنتخب المغربي إلى المربع الذهبي في النسخة السابقة من كأس العالم في قطر كان كافيا لإبهار العالم، معتبرين أن إدارة الرياضة في المغرب بقيادة فوزي لقجع تمثل نموذجا ناجحا في التخطيط والعمل المؤسسي. ودعا بعض النشطاء الدول العربية إلى الاستفادة من التجربة المغربية في الإدارة الرياضية التي جمعت بين الرؤية والطموح والنتائج الملموسة على أرض الواقع. فخر عربي وتاريخ يُكتب من جديد وكتب مغردون أن "الجيل الجديد من كرة القدم المغربية يواصل كتابة التاريخ بعد إنجازات المنتخب الأول في المونديال الأخير"، في حين عبّر آخرون عن أملهم بأن تكون هذه البطولة فاتحة لعصر ذهبي جديد للكرة العربية. كما وصف آخرون فوز المنتخب المغربي بأنه نصر تاريخي في الأداء والنتيجة، مؤكدين أن "أسود الأطلس كتبوا التاريخ بحروف من ذهب"، بعدما حققوا أول تتويج عربي في كأس العالم للشباب. وأشار المعلقون إلى أن المنتخب المغربي قدم أداء بطوليا لا ينسى، شرف به الكرة العربية وأثبت أن الحلم العربي في المنافسة على كبرى البطولات أصبح حقيقة على أرض الملعب. كما تناقلت صفحات رياضية وإعلامية عالمية مشاهد من اللقاء، مشيدة بالأداء الجماعي للمنتخب المغربي الذي تمكن من التفوق على مدارس كروية عريقة، في مقدمتها البرازيل وفرنسا وصولا إلى الأرجنتين في النهائي. واكتست الشوارع المغربية بحسب صور متداولة بأعلام البلاد وأصوات الأبواق والأهازيج، في مشهد وصفه ناشطون بأنه "ليلة فخر عربية من المحيط إلى الخليج". ويذكر أن المغرب هو ثاني بلد أفريقي يحصد اللقب بعد غانا، التي توجت به عام 2009 وخسرت النهائي مرتين في عامي 1993 و2001، ليواصل المغرب كتابة فصل جديد من الحضور الأفريقي المشرف في المحافل العالمية.