قضية صحية تتحول الى أزمة سياسية.. احتجاج الالاف بإشبيلية بسبب عدم إبلاغ المرضى بنتائج فحص سرطان الثدي

المساء اليوم – متابعات

 

عبر آلاف المتظاهرين، معظمهم من النساء، عن غضبهم إزاء التأخير في فحص سرطان الثدي في الأندلس، مما أدى إلى تحويل قضية الصحة العامة إلى أزمة سياسية.

 

أقرت السلطات في جهة الأندلس، بقيادة حزب الشعب اليميني المعارض، بأن ما لا يقل عن 2300 امرأة لم يُبلّغن خلال السنوات الأخيرة بنتائج فحوصات الثدي الشعاعية التي أُجريت لهنّ في المستشفيات العامة، وخاصةً في إشبيلية. علما ان معظم الحالات اللواتي لم يُبلّغن بنتائج فحوصات الثدي الشعاعية “غير الحاسمة” أو تلك التي تظهر “آفات مشكوكا فيها”، كن سيخضعن لمزيد من الفحوصات عاجلا أم آجلا.

 

عالميا، يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء، وثاني أكثرها شيوعًا بين عامة السكان. في كل دقيقة، تُشخَص أربع نساء بسرطان الثدي عالميا، وتموت واحدة بسببه!

وتشير التقديرات ان حوالي 2.3 مليون امرأة جديدة يرجح ان يصبن بهذا الداء اللعين، و 670 ألف حالة وفاة سنويا.

ووفقًا لتقديرات الوكالة الدولية لبحوث السرطان، سيُصاب به 3.2 مليون امرأة جديدة، و 1.1 مليون حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2050.

 

أثار هذا الجدل توترات في إسبانيا، وأصبح موضع انتقادات لعدة أسابيع بين الحكومة المركزية اليسارية في مدريد والسلطات الإقليمية اليمينية، المختصة بالشؤون الصحية. بعد ظهر الأحد، تجمع المتظاهرون أمام قصر سان تيلمو، مقر السلطات الإقليمية، بدعوة من جمعية “أماما”، وهي الجمعية التي تمثل المرضى المتضررين.

 

“لا تنس ولا تسامح، استقل يا بونيلا!” هتف المتظاهرون، مستهدفين تحديدا خوان مانويل مورينو بونيلا، الرئيس اليميني للمنطقة، الذي تعرّض لانتقادات بسبب إدارته للأزمة، والتي أدّت بالفعل إلى استقالة مستشارته الصحية، روسيو هيرنانديز.

كما ترددت في قلب مدينة إشبيلية شعارات مثل “أخطاء الفحوصات هجوم”، و”حياتنا لا تحتمل الانتظار”، وفقا لصحفي تواجد في موقع الحادث، أعلن المرضى عن نيتهم ​​تقديم شكوى ضد السلطات الإقليمية.

 

وأمام وطأة الانتقادات، اضطر خوان مانويل مورينو بونيلا، الذي تنتهي ولايته العام المقبل، للاعتذار للمشتكين، إلا أن السلطات الإقليمية ظلت حتى الآن متكتمة إلى حد كبير بشأن أسباب هذا الفشل غير المسبوق.

 

وفي مواجهة هذا الجدل، قدمت خطة طوارئ في أوائل أكتوبر، تهدف إلى زيادة أعداد الأطر الطبية في وحدات رعاية الثدي. إلا أن هذه الخطة لم ترض المرضى وداعميهم بالكامل حتى الآن. وعلى الصعيد الوطني، أعلنت وزارة الصحة الإسبانية عن دراسة “أكثر تعمقا” لبرامج فحص السرطان في البلاد، “تبدأ، بالطبع” من جهة الأندلس.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )